حددت السلطات السورية الأربعاء المقبل موعداً لاستقبال وفد اللجنة العربية المكلف بإجراء حوار بين السلطة والمعارضة، في موازاة استمرار الصحف السورية في مهاجمة المبادرة العربيةبعد مضي خمسة أيام على طرح الجامعة العربية مبادرة لإطلاق حوار بين السلطة والمعارضة في مقرها في القاهرة، أكدت الجامعة أمس أن سوريا وافقت على زيارة وفد من الجامعة الأربعاء المقبل. وأشار الأمين العام المساعد للجامعة وجيه حنفي، إلى أنه «جاء رد سوريا بالترحيب باستقبال اللجنة الوزارية العربية التي ألّفها المجلس برئاسة دولة قطر في دمشق يوم 26 من الشهر الجاري». وأكد أن الغرض من هذه الزيارة هو «تنفيذ ما جاء في قرار المجلس الوزاري»، لافتاً إلى أن «هذا القرار ينص على تنظيم مؤتمر للحوار الوطني السوري بين القيادة السورية والمعارضة السورية بجميع أطيافها في الداخل والخارج، والاتفاق على الإعداد لهذا المؤتمر الوطني خلال خمسة عشر يوماً من تاريخ صدور القرار».
وفي معرض رده على سؤال عما اذا كانت الجامعة العربية قد بدأت الاتصالات مع المعارضة السورية، مثلما بدأتها مع القيادة السورية للإعداد لهذا المؤتمر، قال حنفي إن «الأمين العام للجامعة بدأ قبل صدور القرار اتصالات مع شخصيات من المعارضة السورية».
وجاء إعلان موافقة سوريا على استقبال الوفد بالتزامن مع نقل صحيفة «العرب» القطرية عن حنفي قوله رداً بشأن الجدل الدائر في موضوع تنازل قطر أو انسحابها من رئاسة اللجنة الوزارية العربية، «هذا الموضوع غير مطروح للمناقشة»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الأمين العام للجامعة العربية سيزور الدوحة خلال أيام، لبحث الوضع العربي الراهن، وخاصة في سوريا، كما نقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية إشارتها إلى أن «قطر عرضت، انطلاقاً من حرصها على مساعدة الشعب السوري، التنازل عن رئاسة اللجنة، لكنْ هناك إصرارٌ عربي على رئاستها».
في مقابل ذلك، واصلت الصحف السورية المقربة من النظام انتقاد مبادرة الجامعة العربية. وبعد يوم من شن صحيفة «الثورة» الرسمية هجوماً على الجامعة العربية، متهمةً إياها بالعمل وفق أجندة قوى دولية عدوانية، رأت صحيفة «الوطن» «أنه لا تعود عدم مألوفية القرار الذي اتخذته الجامعة العربية بخصوص سوريا في الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب، إلى ما احتواه هذا القرار فحسب، بل أيضاً إلى صيغته، وبالدرجة الأولى إلى المطبخ السياسي الذي أنجزه ورفعه فوق جسد الجامعة، الذي لا يعدو كونه جثة هامدة، منذ أن سقطت تحت سطوة الوكلاء الإقليميين للبرنامج الاستراتيجي الأميركي، الذي أصبح يجوب شوارع العواصم والمدن في مختلف الدول العربية، بعدما كان حبيساً في مخادع الملوك والأمراء والرؤساء، الذين أنتجتهم مخابر هذا البرنامج ومقتضياته».
من جهته، تطرق وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إلى مبادرة الجامعة العربية، معرباً عن أمله في التوصل الى «حل سلمي عبر هذا الحوار». وأعلن جوبيه أمس من نيودلهي، أن فرنسا تحاول فتح حوار مع الهند حول الأزمة في سوريا، رغم تباين وجهات النظر بين البلدين لإيجاد حل للنزاع، مشيراً إلى أن «نظام بشار الأسد يفقد تدريجياً شرعيته، لأن أي حكومة لا تستطيع استخدام العنف والأسلحة الثقيلة ضد شعبها»، وموضحاً أنه «لذلك نعتقد أن مجلس الأمن الدولي يجب ألا يبقى صامتاً حيال وضع مماثل».
في غضون ذلك، جدد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أمس خلال لقائه وفداً إعلامياً روسياً، التأكيد على أن «القيادة السورية مصممة على مواصلة إنجاز برنامج» الإصلاح، مشيراً إلى أن الأسد حدد جدولاً زمنياً لتنفيذ هذه الإصلاحات خلال مدة لا تتعدى الستة أشهر، وأن الاستعدادات جارية لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي سيضم جميع مكونات الشعب السوري والمعارضة الوطنية.
من جهة ثانية، شكر المعلم الشعب الروسي الصديق وقيادته على موقفها الداعم لسوريا، واستخدامها والصين الصديقة حق النقض في مجلس الأمن، للحيلولة دون استخدام الدول الغربية هذا المجلس للتدخل في الشؤون الداخلية السورية.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)