بالعربية، بالعبرية، التركية والإنكليزية نشر إعلان لعائلة ليبمان الإسرائيلية. الإعلان عبر صفحات الفايس بوك كان مضحكاً ومخيفاً في الوقت ذاته، إذ نصّ على أن العائلة «الكريمة»، وهي عائلة مستوطنين متطرفين، ستمنح مكافأة مالية قدرها 100 ألف دولار أمريكي مقابل… اغتيال الأسيرين المحررين في عملية التبادل الأخيرة: خويلد ونزار رمضان، من تل قرب نابلس. الإعلان ظهر بعد تحرير الشابين وبعد أن أُعيد الأول إلى قطاع غزة واستبعد الثاني من بلاده إلى تركيا! وكان الأسيران قد شاركا في عملية استهدفت دورية للعدو قرب السياج المحيط بمستوطنة «يتسهار» التي قُتل فيها المجند «شلومو ليبمان» ابن العائلة المذكورة.

لم تكتف العائلة بإعلان عرضها «المُغري» عبر صفحة الفايس بوك وحسب، بل شاركت العديد من العائلات الإسرائيلية المتطرفة في تنظيم (كاخ) في الدعوة إلى تعقّب الأسرى المحررين واستهدافهم، أي قتلهم، وذلك مقابل مبالغ مالية طائلة، ما دفع بعدد من المجموعات الأخرى مثل «المستوطنين 7»، «حركة حماية اليهود» و«العين بالعين» إلى إقامة اجتماعات دورية سرية، بهدف جمع الأموال اللازمة، بحسب ما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، وذلك في عدد من المستوطنات الإسرائيلية بهدف الانتقام من الأسرى و«تطبيق العدالة» حسب قوانين توراة موسى كما يدّعون.
وعمد عدد من المتطرفين الإسرائيليين إلى كتابة الشعارات على النصب التذكاري لرئيس الوزراء الإسرائيلي المغتال إسحق رابين، مهددين الفلسطينيين بدفع الثمن، مع العلم بأن رابين كان قد اغتيل أصلاً على يد متطرف يهودي! ومع ذلك، لم تثبط كل التهديدات التي تواجه الأسرى الفلسطينيين المحررين من عزيمة أحد أبرز الدعاة الإسلاميين في المملكة العربية السعودية، الذي اعتزم بدوره دفع مبلغ... 100 ألف دولار أميركي، لكل فلسطيني يُقدم على أسر أو خطف جندي إسرائيلي، ليبادله بأسرى فلسطينيين. صحيح أن لكل إنسان إمكاناته المادية، لكني لا أعرف كيف سيرفض الفلسطينيون هذا العرض المُغري صراحة! 100 ألف دولار أميركي، ليخاطر الفلسطيني بحياته ويأسر جندياً إسرائيلياً. كان الفدائيون بحاجة إلى إغراء المال لأن يقوموا بعمليات تستهدف محتل أرضهم وقاتل أهلهم وأولادهم. ما الهدف من الإعلان الأول؟ ما الهدف من الإعلان الثاني؟
كيف سيرد كل من حركة حماس، أو السُلطة الفلسطينية أو عائلات الأسرى المحررين على التهديدات الإسرائيلية؟ وخاصةً أن الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت مباشرةً بعد تنفيذ عملية التبادل أنها لن تُعطي ضمانات للكف عن ملاحقة الأسرى فور خروجهم من السجن! هنا يبقى السؤال إلى حين جواب.