كشف موقع «يديعوت أحرونوت» أمس عن إحباط «عملية خطف كبيرة» في سيناء كانت حركة الجهاد الإسلامي تقف وراء التخطيط لها. وقال مراسل الموقع للشؤون العسكرية، رون بن يشاي، إن هذا الفشل قد يكون أحد الأسباب التي دفعت الحركة إلى جولة التصعيد الحالية، التي بدأت مع إطلاقها صلية صاروخية باتجاه جنوب إسرائيل الأربعاء الماضي، بمناسبة الذكرى السنوية السادسة عشرة لاغتيال مؤسسها فتحي الشقاقي.
ونقل بن يشاي عن مصادر إسرائيلية مطلعة أن بين الأسباب الحقيقية لتصعيد الحركة هو «فحص كفاءة أفرادها والصواريخ الجديدة التي حصلت عليها من إيران، وعلى نحو أساسي فحص إسرائيل والجيش الإسرائيلي بما في ذلك منظومات الإنذار والدفاع المضادة للصواريخ في العمق الإسرائيلي، ورد فعل الجمهور الإسرائيلي على السقوط المفاجئ للصواريخ، وبصورة رئيسية فحص رد فعل الحكومة الإسرائيلية على إطلاق صواريخ بعيدة المدى باتجاه التجمعات السكانية الكبرى في منطقة غوش دان (منطقة الوسط)».

وإذ لفت بن يشاي إلى أن الجهاد الإسلامي يمتلك عدداً من الصواريخ البعيدة المدى أكثر مما تمتلكه حماس، رأى أن ردود الجيش الإسرائيلي على الرمايات باتجاه النقب الغربي خلال الأشهر الأخيرة، وإخراج منظومة «القبة الحديدية» من المنطقة، قد يكونان دفعا الحركة إلى الاعتقاد بأن الرد الإسرائيلي هذه المرة لن يكون قاسياً. إلا أنه، بحسب بن يشاي، تبلورت في إسرائيل قناعة بأن ضبط النفس في الظروف الراهنة ليس خياراً معقولاً، وأنه «في وقت يمتلئ فيه قطاع غزة بالصواريخ والوسائل القتالية الجديدة، وتحاول الجهاد الإسلامي ومنظمات أخرى منافسة حماس على إنجازاتها وفرض جدول أعمال حربي، فإن رداً إسرائيلياً قاسياً وحاسماً فقط من شأنه أن يرمم الردع، ويضطر حماس إلى فرض سيطرتها على الفصائل المتمردة بمساعدة النظام المصري الحالي».
وأوضح الكاتب أنه بناءً على ذلك قررت إسرائيل كبح التهديد في مقدمته حتى لو كان الثمن اشتعالاً كبيراً في الجنوب، مشيراً إلى أن الاستراتيجية التي جرى تبنيها مسبقاً تقوم على أساسين: الأول، إجهاض أي عملية إطلاق نار يوجد بشأنها إنذار وإمكانات استخبارية وعملانية لإجهاضها على نحو مسبق؛ والثاني، الرد بطريقة فعالة على أي عملية من القطاع من أجل إيجاد ردع جوهري، وعدم الاكتفاء بـ «ردع بروتوكولي».
وأشار بن يشاي إلى أن هذه الاستراتيجية كانت إحدى العبر التي استخلصتها إسرائيل جراء فشلها في إحباط عملية إيلات قبل نحو شهرين، حيث ادعت أجهزة الاستخبارات .