لعل أبرز الرسائل التي أراد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو توجيهها إلى الداخل من على منبر الكنيست، أمس، تتعلق بإعادة تعزيز صورة الرجل الصلب والحازم التي اهتزت في أعقاب عملية تبادل الأسرى، أما نحو الخارج فتتعلق بتعزيز صورة الردع في مقابل فصائل المقاومة الفلسطينية التي تمكنت من إخضاع إسرائيل لمطالبها.
وأكثر ما تجلّت هذه الخلفيات في المواقف التي أطلقها مع بداية كلمته، وقال فيها «لا وقف للنار، لا مفاوضات (مع الجهاد الإسلامي) والجيش سيواصل العمل»، مؤكداً أنه «في كل مرة يمسّ فيها سكان الجنوب... سيكون الرد أيضاً أقسى ممّا حصل حتى الآن».
بدوره، أكد نائب رئيس الوزراء سيلفان شالوم أن قيام إسرائيل برد قوي على استمرار إطلاق الصواريخ ليس مستبعداً. ويمكن أن تنفذ عملية عسكرية في غزة وتستخدم كل القوة لتدمير البنى التحتية لـ«الإرهاب» واستهداف قادته، محمّلاً حركة حماس المسؤولية الكاملة عمّا يجري انطلاقاً من أنه « لا مكان للتفريق بين الفصائل في غزة».
أيضاً، كان لوزير الخارجية أفيغدور ليبرمان موقفه الذي رأى فيه أن على إسرائيل تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة بهدف القضاء على حكم حركة حماس. وأضاف خلال جلسة لكتلة حزب «إسرائيل بيتنا»، أنه لا يمكن إسرائيل أن تقبل بقواعد اللعبة التي تحددها حماس، والتي تشلّ بموجبها نصف البلاد بين حين وآخر من دون سابق إنذار.
وفي محاولة لتوظيف موقفه في سياق التنافس داخل معسكر اليمين، ذكَّر ليبرمان بأن إسقاط حماس في غزة هو أحد البنود الرئيسية في الاتفاقية الائتلافية بين إسرائيل بيتنا ونتنياهو. وأكد أنه سيوصي بقطع أي علاقة مع السلطة الفلسطينية بسبب تصديق منظمة «اليونسكو» على منحها مكانة دولة كاملة العضوية فيها.
في السياق الميداني نفسه، حذر وزير الجبهة الداخلية متان فيلنائي، خلال مقابلة مع إذاعة جيش الاحتلال، من وصول صواريخ المقاومة الفلسطينية في المرحلة المقبلة إلى منطقة غوش دان، رغم أن ذلك لم يتحقق حتى الآن، ولفت إلى أن استمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة قد يؤدي إلى عرقلة تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى التي تضمّ 550 أسيراً فلسطينياً.
بدوره، حذَّر رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، شاؤول موفاز، من أن «كل جولة تصعيد تنتج تقويضاً إضافياً لقدرة ردع دولة إسرائيل». وأكد، خلال زيارة اللجنة لمدينة عسقلان في جنوب إسرائيل التي تعرضت لصليات صاروخية من غزة، أنها ستطلب من نتنياهو ومن وزير الدفاع إيهود باراك القيام بعمليات تحصين المدينة انطلاقاً من أن الواقع القائم لا يمكن أن يستمر. واتهمت رئيسة المعارضة، تسيبي ليفني، نتنياهو بأنه يعزز المتطرفين بأعماله.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم لجنة الإسعاف والطوارئ في قطاع غزة، أدهم أبو سلمية، إن «يوسف أبو عبدو وعلي العقاد (من حركة الأحرار الفلسطينية) استشهدا في غارة جوية إسرائيلية الليلة الماضية (الأحد) وعثر على جثتيهما فجر» أمس في منطقة الفخاري شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة.