قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، أمس، إن إسرائيل قد تضطر للدفاع عن مصالحها من دون الاعتماد على جهات خارجية، ما عد تلويحاً بهجوم محتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية، فيما أطلقت وزارة الخارجية الإسرائيلية حملة إعلامية وسياسية هدفها إقناع دول غربية وأخرى ببلورة رزمة عقوبات متشددة ضد الجمهورية الإسلامية.ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن باراك قوله، خلال اجتماع للجنة المالية التابعة للكنيست أمس، إن «أحد الأمور البارزة التي تظهر من التمعن بالشرق الأوسط في العام الأخير هو الاستنتاج أنه قد تنشأ في الشرق الأوسط أوضاع تضطر فيها دولة إسرائيل إلى الدفاع عن مصالحها والإصرار على أمور هامة لها بنفسها ومن دون أن تتمكن من الاعتماد بالضرورة على قوى إقليمية أو أخرى لمساعدتها».
وأضافت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن باراك عرض التحديات الأمنية الماثلة أمام إسرائيل. وقال إنه خلال العام 2012 المقبل تقف إسرائيل أمام «مفترق طرق مهم جداً». وأضاف «الوضع الجيو – استراتيجي وأيضاً الاقتصادي، الداخلي والخارجي، مميز ولم نشهد مثيلاً له منذ وقت طويل، فهناك الربيع العربي والزلزال في الدول العربية إلى جانب تغيرات لدى الشعوب والأنظمة يصعب توقع نهايتها، وهذه تنشئ تحديات أمنية جديدة وتؤكد التهديدات التي نعرفها من الخفيفة إلى الثقيلة: حماس في غزة وحزب الله في لبنان وإيران في الخلفية، وهناك تهديدات أخرى، لذلك فإن التحديات ليست بسيطة وانعدام اليقين ليس بسيطاً».
وطالب باراك لجنة المالية البرلمانية بزيادة الموازنة العامة بمبلغ 7 إلى 8 مليارات شيكل (نحو 1.91 إلى 2.2 مليار دولار) ليتسنى تحويل المبلغ إلى ميزانية الأمن. ورأى أنه فقط من خلال زيادة ميزانية الأمن سيكون بالإمكان إدارة الاحتياجات الأمنية « بنحو مسؤول».
من جهته، قال وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، موشيه يعالون، إنه يتعين على إسرائيل ألا تعتمد على أي دولة لحمايتها من التهديد النووى الإيراني، بل تعتمد على نفسها فقط. ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن يعالون قوله أمس «نأمل بذل مساعٍ دولية لتقويض طموحات إيران النووية، كما ينبغى أن ندرك الوضع الراهن وننتهج سبيلًا خاصاً لحمايتنا من أى تهديد إيرانى، فإيران تواصل محاولاتها للتزود بأسلحة نووية غير أن برنامجها النووى سيشكل تهديداً للعالم بأسره».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة هآرتس أمس أن تل أبيب بدأت قبل شهر ونصف الشهر حملة سياسية – إعلامية واسعة في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ودول مركزية أخرى في العالم بهدف إقناعها ببلورة رزمة عقوبات متشددة ضد إيران في محاولة لعرقلة برنامجها النووي. وأفادت الصحيفة بأنه في إطار هذه الحملة وجهت وزارة الخارجية الإسرائيلية تعليمات إلى سفرائها في العواصم المركزية في العالم بتمرير رسائل شديدة اللهجة إلى أعلى المستويات في الدول التي يعملون فيها بأن البرنامج النووي العسكري الإيراني يتقدم لكن نافذة الفرص لفرض عقوبات ناجعة آخذة بالانغلاق. وتم تكثيف الجهود الدبلوماسية الإسرائيلية في هذا السياق في الآونة الأخيرة على خلفية اقتراب موعد نشر الوكالة الدولية للطاقة النووية تقريراً في 8 تشرين الثاني الجاري، تقول إسرائيل إنه سيكشف تفاصيل جديدة حول حجم البرنامج النووي العسكري الإيراني.