ذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، رفائيل باراك، توجه إلى القاهرة في محاولة لترتيب عودة السفير الإسرائيلي إلىها، الذي فرّ قبل عدة أسابيع مع كافة الطاقم الدبلوماسي وعوائلهم إلى إسرائيل نتيجة مهاجمة الجماهير المصرية لمبنى السفارة. وأضافت الصحيفة أن من المقرر أن يلتقي باراك مع كبار المسؤولين في الخارجية المصرية والاستخبارات العامة، فضلاً عن محاولات لترتيب لقاء مع وزير الخارجية المصري محمد كمال عمر. هذا مع الإشارة إلى أن القضية المركزية الأساسية الآن هي غياب الترتيبات الأمنية المناسبة، وخصوصاً بعدما قرر الشاباك، المسؤول عن أمن السفارات الإسرائيلية في العالم، بعد اقتحام السفارة في القاهرة، أن السفير والدبلوماسيين الإسرائيليين لن يعودوا إلى مصر قبل عرض خطة أمنية جديدة مقبولة.
وفي السياق نفسه، ذكرت «هآرتس» أن الخارجية الإسرائيلية قررت تغيير مكان السفارة، إلا أنه لم يُعثر على مبنى يستجيب للمطالب الأمنية الإسرائيلية. وبحسب الصحيفة الإسرائيلية أيضاً، أتت هذه الخطوة في أعقاب حالة دفء في العلاقات بين مصر وإسرائيل عبّر عنها دبلوماسيون مصريون، ورأوا فيها أرضية قد تتيح الأجواء لإعادة السفير الإسرائيلي إلى مصر. ونقلت عن دبلوماسي مصري قوله إن «الدولتين تدركان أهمية العلاقات بينهما، وأنهما ستبذلان جهوداً للحفاظ عليها».
وكجزء من الخطوات التمهيدية، قررت وزارة الخارجية الإسرائيلية لاحقاً إرسال دبلوماسيين يعودان إلى إسرائيل في كل يوم خميس، على نحو مماثل لعمل السفارة الإسرائيلية في عمان. يُذكر أيضاً أن سفير إسرائيل في القاهرة، يتسحاك ليفانون، لم يعد إلى القاهرة منذ إخلاء السفارة، وسيُحال على التقاعد في نهاية الشهر الجاري، على أن يُعيّن الدبلوماسي يعقوب أميتاي خلفاً له في المنصب، لكن من غير الواضح متى سيجري ترتيب عودة السفير إلى القاهرة.
في موازاة ذلك، أفادت الإذاعة الإسرائيلية بأن وزارة الخارجية الإسرائيلية أسندت مناصب جديدة إلى الدبلوماسيين الإسرائيليين الذين فرّوا من القاهرة قبل نحو شهرين. ويأتي ذلك تعبيراً عن التقديرات السائدة لدى الوزارة أن السفارة في القاهرة لن يعاد فتحها إلا بعد أشهر. ولفتت الإذاعة أيضاً إلى أن أصحاب الإيجارات المصريين يرفضون التجاوب مع وزارة الخارجية لرصد مقر جديد للسفارة، الأمر الذي قد يفرض على السفير الجديد المعيّن البقاء في إسرائيل.



رفض رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع اللواء احتياط عاموس جلعاد تأكيد أو نفي ما قالته مصادر أمنية رفيعة المستوى من أن إسرائيل امتنعت، بناءً على طلب مصر، القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، مؤكداً أن إسرائيل مع التهدئة، لكنها ستردّ بشدة على تجدّد الهجمات الصاروخية. وأشار إلى أن القاهرة تؤدي دوراً مركزياً في تحقيق الاستقرار.