رام الله | لقاء مفاجئ عقده الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع قادة الأمن، تلته مباشرة تصريحات للناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، أثارت موجة من التحليلات والتوقعات، عما ستؤول إليه الامور في المستقبل القريب، سواء في ما يتعلق بمستقبل السلطة الفلسطينية، أو الدولة الفلسطينية المنتظرة، أو حتى المنطقة، كما قال نبيل أبو ردينة. الناطق باسم الرئاسة قال لإذاعة «بي بي سي» «إن السلطة الفلسطينية بصدد اتخاذ قرارات هامة وخطيرة وكبيرة في المرحلة المقبلة، إذا ما واصلت إسرائيل سياستها الاستيطانية واذا ما استمرت اللجنة الرباعية الدولية في عجزها عن استئناف عملية السلام». وأضاف «ان القرار الفلسطيني المتوقع سيغير وجه المنطقة والشرق الاوسط بأسره». الاجتماع عقده عباس مع قادة الاجهزة الامنية الفلسطينية، في مقره بمدينة رام الله، حيث بحثت مستجدات الوضع على الارض وما آلت اليه الامور، بعد الخطوات الأحادية الجانب من قبل اسرائيل والتهديدات المعلنة من القادة السياسيين والعسكريين، إلى جانب الاجراء الأخير بوقف أموال الضرائب الفلسطينية عقب خطوة اليونيسكو وقبول فلسطين عضواً فيها.
المستشار الرئاسي نمر حماد أكد أن عبّاس أصدر اوامره لقادة الاجهزة الامنية بأخذ الحيطة والحذر لجهة حماية الوطن والمواطن، بعدما استمع لتقارير قادة الاجهزة الامنية، و«طالبهم بعدم الانجرار وراء الاستفزازات الاسرائيلية واللعبة التي تريد أن تلعبها إسرائيل لاستدراج ردود فعل غير محسوبة العواقب».
كلام أبو ردينة والاجتماع المفاجئ أثارا حيرة في الوسط الفلسطيني حول الإجراءات التي تنوي السلطة الإقدام عليها، ولا سيما أن عباس كان قد أعلن اثناء اجتماعات المجلس الثوري لحركة فتح الاسبوع الماضي أن هناك قراراً حاسماً سيتخذه اذا ما استمرت اسرائيل في خطواتها الاستيطانية على الارض، وعدم قدرة اللجنة الرباعية الضغط على اسرائيل للعودة الى طاولة المفاوضات، حسب المرجعيات المتفق عليها.
«الأخبار» التقت المحلل الفلسطيني سميح شبيب، الذي أكد وجود مواجهة سياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بدأت مع طرح «فلسطين» الدولة للتصويت في الأمم المتحدة، واشتعلت بحصولها على عضوية منظمة اليونيسكو للثقافة والعلوم. وقال «هناك قرارات إسرائيلية غير معلنة ضد السلطة»، بالإضافة إلى رزمة الإجراءات العقابية التي اتخذتها إسرائيل في اجتماع المجلس الوزاري المصغر، مثل وقف عائدات الضرائب وغيرها.
وقال شبيب إن السلطة تستعد لإجراء ربما يكون غير مسبوق من إسرائيل، كما انه لا يخفى على أحد أن إسرائيل تعد لعدوان على قطاع غزة، وبالتالي فالوضع غير مريح إطلاقاً. لكن شبيب لا يتوقع «مفاجآت دراماتيكية من السلطة، لأنه يعتقد أن «الأمور مكشوفة وليست سرية في ما يتعلق بكيفية اتخاذ القرار الفلسطيني، عبر اجتماع لمركزية فتح، ثم تنفيذية المنظمة، يعقبها اجتماع للقيادة الفلسطينية بمشاركة كافة القيادات الفلسطينية».
ويرى أن اجتماع الرئيس عباس مع قادة الأمن هو لغرض مساندة المستوى السياسي في تطبيق ما هو أمني على الأرض في هذه المعركة السياسية.
مراسل الشؤون العسكرية في الإذاعة الإسرائيلية، إيال عليما، أكد وجود حالة من الغضب في إسرائيل، عبّر عنها بعض وزراء الحكومة، من التحركات السياسية الفلسطينية، سواء على صعيد ملف فلسطين في الأمم المتحدة، أو قبول فلسطين في اليونيسكو، أو ما قد يلي ذلك من خطوات فلسطينية