يبدو أن التباينات حول الولاءات الخارجية لأقطاب النظام الليبي الجديد قد بدأت تطفو على السطح، في وقت يتزايد فيه نفوذ قطر داخل الدولة الشمال افريقية التي تخضع الآن لهيمنة تحالف جديد بقيادة الدوحة بعد انتهاء مهمة الاطلسي.أكد رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب، أن جمع السلاح من الميليشيات الليبية التي شاركت في الثورة ضد نظام العقيد معمر القذافي، سيستغرق شهوراً، وأن ذلك لن يتم بالقوة.
وتزامن هذا الإعلان مع تصريح مثير للجدل لوزير خارجية ليبيا السابق عبد الرحمن شلقم، هاجم فيه الدور القطري في بلاده، معتبراً أن «التحالف الدولي الذي تقوده قطر هناك بعد انتهاء مهمة حلف شمالي الأطلسي، «مشبوه ومرفوض».
وقال شلقم في حديث مع صحيفة «الخبر» الجزائرية نشر أمس، في تعليقه على التحالف الدولي الجديد الذي خلف مهمة الأطلسي في ليبيا، «أنا لا أفهمه، ولا أقبله وغير معروف حتى لليبيين».
وحذّر من أن «تصاب قطر بما أصيب به معمر القذافي من جنون العظمة، فتتوهم أنها تقود المنطقة.. أنا لا أقبل ذلك، إن عدد الشهداء الليبيين والجرحى يفوق عدد سكان قطر».
وقال «إن ليبيا ليست في حاجة لأموال قطر وإن من قام بالدور المهم على الأرض هو القوات الفرنسية والأميركية والبريطانية وليست القطرية».
وتساءل شلقم: «هل قطر تقود أميركا وفرنسا؟ من هي قطر؟ أليس جيشها من المرتزقة من النيبال وبنغلاديش وباكستان؟ ما هي قدرة قطر؟».
وسخر شلقم من أن القطريين سيديرون تنمية ليبيا، قائلاً «إن الخبراء الذين يديرون النفط والمصارف في قطر هم ليبيون.. وقطر لا تتميز عن ليبيا لكي تأتي وتقيم غرفة عمليات في ليبيا».
وشدد على أن «هذا مرفوض، قطر كلها لا تساوي حارة في ليبيا، والخبراء الليبيون هم الذين يقودون قطر ولسنا في حاجة لهذا البلد في أي شيء، شكراً لهم، فليتركونا نقرر مصيرنا بأنفسنا، نحن لا نعدّهم محايدين، نحن لا نريد قطر ولا أميركا».
وأضاف أن «قطر تريد الهيمنة على ليبيا، وأن رئيس المجلس الانتقالي الليبي (مصطفى عبد الجليل)، والوفد الليبي الذي زار قطر أخيراً، قبلوا ما أملي عليهم في الدوحة».
وأوضح أن هذه الأمور التي قبلوا بها «يرفضها معظم الليبيين»، محذراً قطر وحلفاءها، «إذا استمروا في اتجاه الهيمنة على ليبيا فهم واهمون ولن يقبل الليبيون بذلك، بل مسيقاوَمون بكل الطرق».
وقال شلقم إن «ليبيا لن تكون إمارة تابعة لأمير المؤمنين في قطر»، متهماً الإمارة الخليجية «بعدم الوقوف على مسافة واحدة من كل الأطراف في ليبيا».
ووصف المسؤول الليبي الذي انشق عن القذافي في الأيام الأولى لثورة 17 فبراير، عملية جمع السلاح في ليبيا بـ«الخدعة»، محذراً من أن المجموعة المكلفة بجمع السلاح بإشراف قطري «ستقوم بجمع السلاح وتعطيه لآخرين».
وفي موضوع السلاح أيضاً، قال رئيس الوزراء الليبي لقناة «فرانس 24» إن جمع السلاح من الميليشيات الليبية المسيطرة على المدن والمرافق «سيأخذ بعض الوقت»، مضيفاً «لن نجبر الناس بالقوة على اتخاذ قرارات سريعة ومتسرعة».
وتابع أن حكومته مسؤولة عن فترة انتقالية تستمر ثمانية أشهر، ستجرّد خلالها الميليشيات من السلاح فقط في حال تأمين خيارات أخرى لهم تتضمن وظائف.
في هذه الأثناء، تعهد المجلس الوطني الانتقالي بمواصلة البرنامج الذي بدأه النظام السابق بتدمير مخزون الأسلحة الكيميائية، حسبما ذكرت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أمس.

(أ ب، يو بي آي، أ ف ب)