القاهرة ــ الأخبار العنف هو سيد الموقف في يوم هادئ سياسياً لم يعلن فيه إلا فتح باب تسجيل المصريين في الخارج للتصويت للمرة الأولى في الانتخابات البرلمانية المقبلة المقررة في 28 من الشهر الجاري، إثر صدور حكم قضائي يسمح لنحو ٨ ملايين مصري بالاقتراع من أماكن إقامتهم خارج مصر. وفي آخر أنباء الانتخابات المنتظرة، هدد «تحالف أحزاب الكتلة المصرية»، بعدم خوض الانتخابات النيابية المقبلة «إذا أصرت اللجنة العليا للانتخابات على موقفها الرافض لتوحيد الرمز الانتخابي لأحزاب الكتلة بالمخالفة لصريح حكم القانون، وإخلالاً بمبدأ المساواة مع التحالفات الأخرى المنافسة». واتهم التحالف ذو الطابع العلماني اليساري، الذي يضم أحزاب «المصريين الأحرار» و«المصري الديموقراطي الاجتماعي» و«التجمع»، في بيان، اللجنة العُليا للانتخابات «بالتعسف إذا ما أصرت على حرمانه حقه المشروع في الحصول على رمز انتخابي واحد لكل مراحل العملية الانتخابية»، قائلاً: «قد لا تجد الكتلة بديلاً أمامها في المستقبل إلا إعادة تقويم موقفها من المشاركة بانتخابات يسود إجراءاتها التعسف والتحكم».
أما على صعيد تداعيات أحداث «ماسبيرو» الدامية التي شهدتها القاهرة الشهر الماضي بين الجيش ومواطنين مصريين من الطائفة المسيحية القبطية، فقد طالب «المركز المصري لحقوق الإنسان» بإقالة وزيري العدل محمد عبد العزيز الجندي والإعلام أسامة هيكل من منصبيهما على خلفية «دورهما السلبي» خلال الاشتباكات الدامية. وشدد بيان للمركز، على ضرورة إقالة الجندي بسبب «عدم تأليف لجنة مستقلة للتحقيق في أحداث ماسبيرو، والسماح للنيابة العسكرية بالانفراد بالتحقيقات، في الوقت الذي ألّف فيه لجنة لتقصي الحقائق لم يعرف الرأي العام نتيجتها حتى الآن». وأصرّ كذلك على ضرورة إقالة هيكل لـ«الدور التحريضي الذي قام به التلفزيون المصري خلال الأحداث»، مشيراً إلى أنّ «من غير المعقول إيقاف مخرج مباراة لكرة القدم على خلفية بث لافتة مسيئة لإحدى الشخصيات الكروية، فيما يتجاهل التلفزيون اتخاذ أي قرارات رادعة ضد المذيعة والمسؤولين عن الفقرة الإخبارية مساء 9 تشرين الأول الماضي، التي جرى التحريض فيها على المسيحيين وتهديد السلم الاجتماعي».
في غضون ذلك، كانت مصر تعيش عنفاً على أكثر من مستوى، في ظل سلسلة «حروب عائلات» تفجّرت خلال أيام عيد الأضحى، ولم تهدأ نيرانها في المحافظات المختلفة. فمدينة سوهاج في صعيد مصر لا تزال تعيش حالة «سلام حذر» بعد جولة من جولات «حرب العائلات» حاصرت أكثر من ٨ آلاف من سكان مركز دار السلام، وراح ضحيتها قتيلان وأُصيب ٢٣ بعد تفجُّر العنف بين قريتي أولاد خليفة وأولاد يحيى في مركز دار السلام أول أيام العيد، بسبب خلافات سابقة بين سائقي سيارات الأجرة في القريتين على أولوية تحميل الركاب. وفي موقع آخر، تواصل إطلاق النيران بين قريتي «أسمنت» بمركز نقادة بقنا، و«البركة» في الأقصر، بسبب الخلاف على حد فاصل لأرض زراعية، من دون وقوع إصابات. وعقد الشيخ محمد الطيب، شقيق شيخ الأزهر أحمد الطيب، مساء أول من أمس، جلسة مصالحة كبرى في ساحة الشيخ الطيب في البر الغربي لمدينة الأقصر بين أهالي القريتين. وخلال الجلسة، أطلقت مجموعة مسلحة من قرية «أسمنت» الأعيرة النارية بكثافة في الهواء من مكان قريب من ساحة الشيخ الطيب، للتعبير عن اعتراضها على إتمام المصالحة، ما أدى إلى تأجيلها لجلسة أخرى يوم السبت المقبل في المكان نفسه. أما في كفر الشيخ، فقد اشتعلت الأزمة بين أهالي سوق الثلاثاء وبلطيم بعد اختطاف 3 من أبناء مدينة بلطيم خلال حفل زفاف في قرية الكوم الأحمر. إجراء ردّ أهالي مدينة بلطيم عليه بتحطيم واجهة معرض يملكه أحد مواطني سوق الثلاثاء، واعتدوا بالضرب على آخر وأصابوه إصابات خطيرة، فاشتعلت الحرب التي لا تزال دائرة.