رجّحت المعارضة اليمينة أمس أن تؤول جهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، لإنجاز اتفاق نقل السلطة في اليمن، إلى الفشل، في ظل إصرار الرئيس اليمني على البقاء في السلطة حتى موعد إجراء انتخابات نيابية جديدة، داعيةً إلى التخلي عن خيار الدبلوماسية في التعاطي مع النظام والانتقال إلى مرحلة فرض العقوبات. ونقلت وكالة «رويتزر» أمس عن مصدر في المعارضة اليمنية قوله «صالح يريد أن يحتفظ بكل السلطات حتى موعد انتخاب رئيس جديد، وهذا أمر مرفوض من المعارضة». وأضاف «لهذا السبب فإن مهمة المبعوث الأممي ستفشل». وتقاطعت تصريحات المصدر المعارض مع ما أشار إليه بن عمر لصحيفة «البيان» الإمارتية بقوله إن «الأخذ والرد» منذ وصوله إلى اليمن قبل أيام تركز على تحديد وضع الرئيس اليمني خلال المرحلة الانتقالية الأولى، من التوقيع على نقل السلطة والآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية إلى الدعوة إلى الانتخابات المبكرة، والتي يتوقع أن تستمر نحو ثلاثة شهور.
في موازاة ذلك، تستمر الحكومة اليمنية والحزب الحاكم في تأكيد الالتزام بالتوصل إلى اتفاق. وشدد وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي على ضرورة إيجاد حل سلمي للأزمة القائمة، استناداً إلى المبادرة الخليجية، وذلك بعد يوم واحد من إعلان نائب الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أن الحكومة والمعارضة اقتربتا من إتمام اتفاق يهدف إلى إنهاء الأزمة. وأشارت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية «سبأ» إلى قول هادي، الذي التقى بن عمر وسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إن المناقشات مع المعارضة شملت حوالى 85 في المئة من الاتفاق، ولم يذكر مزيداً من التفاصيل.
في غضون ذلك، سجّل تطور لافت أمس بقيام قيادي في جماعة عبد الملك الحوثي، المعروفة بأنصار الله، بعقد أول مؤتمر صحافي في ساحة التغيير في صنعاء، منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة لصالح، تخلله توجيه اتهامات للولايات المتحدة والسعودية بالوقوف وراء مشاكل اليمن، وذلك بالتزامن مع تصاعد حدّة التوتر في صعدة بين جماعة أنصار الله والسلفيين.
وقال القيادي في جماعة أنصار الله، محمد ناصر البخيتي، «إن معظم المشاكل في اليمن بسبب التدخل الأجنبي وخاصة الأميركي والسعودي»، مشيراً إلى أن «القوى المختلفة في اليمن ليس لديها الطموح إلى بناء دولة مدنية حقيقية بقدر استجدائهم للخارج لبناء شركة خدمات له». كذلك أوضح البخيتي أن جماعة أنصار الله وضعت عدداً من الشروط للانضمام إلى المجلس الوطني، من بينها «تعديل آلية اتخاذ القرارات، لتصبح توافقية»، فضلاً عن «الاتفاق على شكل النظام البديل بما يحقق أهداف الثورة الشعبية ويلبّي تطلعات الشعب اليمني في بناء دولة مدنية عادلة، وبما يرضي غالبية أبناء المحافظات الجنوبية».
وتزامنت هذه الإطلالة من ساحة التغيير مع صدور بيان عن زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، يتّهم فيه السلفيين في محافظة صعدة بتنفيذ أجندة للاستخبارات الأميركية لإثارة الفتنة المذهبية، وذلك بعد أيام من المواجهات بين الطرفين خلّفت قتلى وجرحى.
وقال إن «قتالنا مع مسلحين متشددين في مديرية دماج بمحافظة صعدة شمال البلاد (يأتي) دفاعاً عن أنفسنا ضد عدوان يأتي في سياق تزايد وتيرة نشاط بعض دعاة التكفير والتطرف المدعومين من قبل الاستخبارات الأميركية لإثارة الفتنة المذهبية بين المسلمين (السُنّة والشيعة)».
في المقابل، اتهمت مصادر قبلية أنصار الله بـ«تنفيذ مخطط توسعي» للسيطرة بالقوة على مناطق جديدة في محافظتي حجة عمران، مستغلين ضعف الحكومة المركزية.
إلى ذلك، تمكّن الجيش اليمني ومقاتلون قبليون من قتل تسعة أشخاص يشتبه في أنهم متشددون من تنظيم القاعدة على مشارف مدينة زنجبار الجنوبية، بينهم سعودي يدعى نايف القحطاني.