القاهرة ــ الأخبار أدت مواجهات بين متظاهرين وعناصر من القوى الأمنية في محافظة دمياط المصرية على البحر الأبيض المتوسط، الى مقتل شخص، وإصابة نحو 12 آخرين بجراح خلال الاحتجاج على إعادة فتح مصنع كيميائي يُسبب تلوثاً مميتاً، فيما تجددت اشتباكات مماثلة في مدينة أسوان خلال تشييع أحد القتلى الذين سقطوا برصاص القوى العسكرية خلال عيد الأضحى.
فالنهاية السعيدة جاءت متأخرة كالعادة في دمياط، حيث قرر المجلس العسكري وقف مصنع أجريوم، الذي اعتصم أهل دمياط (بعيدة عن القاهرة نحو ٣٠٠ كيلومتر) أمامه لكونه يسبب تلوثاً يؤدي الى الموت جراء المواد الكيمائية التي ينتجها.
المصنع الذي أُقفل منذ خمس سنوات، عاد أصحابه لفتحه وتوسعته بعد الثورة، ما أثار غضب الأهالي، لكن تعليمات المجلس العسكري بإعادة إقفاله وصلت إلى محافظ دمياط بعد مصادمات راح ضحيتها قتيل و١٢ مصاباً، بعد ٥ أيام من الاحتجاجات، قطع خلالها المحتجون الطرق المؤدية إلى رأس البر وميناء دمياط ودمياط الجديدة، وطريق المنصورة الغربي لمدة خمسة أيام. أما قوات الجيش بالاشتراك مع قوات الأمن المركزي، فقد وصلت في اليوم الخامس، واشتبكت مع المعتصمين لمدة 4 ساعات، فُتحت بعدها بوابة الميناء.
لكن الاشتباكات تجددت وأُغلقت كل الطرق والكباري، واستخدمت أجهزة الأمن عدة وسائل، منها القنابل المسيلة للدموع لتفريق المعتصمين، فيما أشعل مجهولون النار في محطة رفع المياه الخاصة بالشركة المصرية لإنتاج الميثانول (ميثانكس)، المجاورة لمحطة المياه الخاصة بمصنع «موبكو»، اعتقاداً منهم أنها تخص «أجريوم».
واشتعلت النيران في غرفة المحولات في المحطة ولوحات التحكم، بعد إلقاء زجاجات «المولوتوف» الحارقة، فيما نجحت قوات الدفاع المدني في السيطرة على الحريق قبل وصوله إلى خزان الوقود، الذي يحوي كميات كبيرة من السولار. واستقبل مستشفى دمياط العام جثمان أحد الضحايا ويدعى إسلام أمين عبد الله، من أهالي قرية السنانية، ونُقل إلى المستشفى، حيث رفض أهله تسلمه إلا بعد تشريح الجثة، وتوجهوا بسيارة إسعاف محملة بالجثمان إلى ديوان عام المحافظة، حيث تظاهر المئات من الأهالي وأقارب الضحية والمصابين، مطالبين بوقف المواجهات. وفشلت كل المفاوضات، التي أجراها المحافظ اللواء محمد علي فليفل وقادة الجيش، لمحاولة احتواء الأزمة وإقناع الأهالي بفض اعتصامهم وفتح الطريق، الذي أصاب إغلاقه مدينة رأس البر بالعزلة التامة. وقالت المصادر الأمنية إن قوات الجيش ألقت القبض على 18 محتجاً خلال قيامها بفتح الميناء الذي أعاد المحتجون إغلاقه.
ومن جهة ثانية (يو بي آي)، أضرم عدد كبير من النوبيين المصريين النار في نادي التجذيف على شاطئ النيل في محافظة أسوان جنوبي القاهرة، احتجاجاً على وفاة الشاب محمد رمضان (22 عاماً) الذي يعمل «مراكبي» متأثراً بجراح أصيب بها جراء إطلاق نار عليه من أحد المخبرين السريين أول أيام عيد الأضحى.
الى ذلك (أ ف ب)، ألقت قوات الأمن المصرية القبض في العريش، شمال سيناء، على قائد «تنظيم الجهاديين والتكفيريين وأصحاب الرايات السوداء» محمد عيد مصلح حمد، أحد المسؤولين عن تفجير خط الأنابيب الذي يصدر عبره الغاز المصري الى اسرائيل والأردن، حسبما أفاد مصدر أمني.