بعد تزايد الحديث عن تصاعد التوتر في العلاقات بين الأردن وإسرائيل، وحديث أجهزة استخبارات غربية عن أن الملك الأردني عبد الله الثاني بات مقتنعاً بأن إسرائيل تعتزم تقويض حكمه بعد وصول رسائل إلى الأردن تفيد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصبح يتبنى مخطط «الوطن البديل»، خرج أمس وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، ليخفف من هذه الشكوك بتأكيده أن «الحديث عن أن الأردن هو الدولة الفلسطينية يضر بإسرائيل ومصالحها الأمنية ويتعارض مع الواقع»، من دون أن يغفل التطرق إلى الموضع الإيراني. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ليبرمان قوله، خلال مشاركته في اجتماع لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إن «الأحاديث عن الأردن بكونه الدولة الفلسطينية هي أقوال ضد المصلحة الإسرائيلية وضد الواقع، والقول إن الأردن هو فلسطين يتناقض مع القانون الدولي واتفاق السلام الذي وقّعنا عليه مع الأردن ويضر بنحو خطير بالمصالح الأمنية الإسرائيلية»، وذلك في تعارض واضح مع الموقف التقليدي لليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يدعم دائماً فكرة أن تكون الأردن دولة للشعب الفلسطيني ويعارض إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة. وأوضح أن «دولة فلسطينية تمتد على ضفتي نهر الأردن ستكون عدوانية ومتطرفة وتقوض الاستقرار في المنطقة كلها وتُحدث احتكاكات لا نهاية لها مع دولة إسرائيل».
كذلك شدد ليبرمان على أن «الدولتين تستفيدان من ثمار السلام، سواء من ناحية الاستقرار أو من الناحية الإقتصادية»، معرباً عن أمله «أن يعين الأردن قريباً سفيراً له في تل أبيب بدلاً من القائم بالأعمال الذي يتولى تصريف الأعمال منذ مغادرة السفير الأردني قبل أكثر من عام»، إلى جانب إقدام اللجان الثماني المشتركة بين البلدين، بموجب الاتفاق بين الدولتين، على بحث قضايا مشتركة.
وفي ما يتعلق بالتوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، رأى ليبرمان أنه على الرغم من التوقعات في إسرائيل بحدوث «تسونامي سياسي»، إلا أن إسرائيل عبرت شهر أيلول الماضي «بصورة جيدة». وقلل من أهمية قبول فلسطين عضواً في اليونسكو، فيما رأى رئيس لجنة الخارجية والأمن شاؤول موفاز، أن «استراتيجية إسرائيل في العمل مع الفلسطينيين تأخذنا سنوات إلى الوراء وتقربنا بخطوات عملاقة من دولة ثنائية القومية، وهذا هو الخطر الأكبر على دولة إسرائيل». وأضاف: «السياسة الحالية كارثية بالنسبة إلى إسرائيل، وقد تقود إلى كارثة أكبر على مستقبل دولة إسرائيل وطابعها وصبغتها بوصفها دولة يهودية وديموقراطية».
من جهةٍ ثانية، تطرق ليبرمان إلى الموضوع الإيراني، مشيراً إلى أن «إيران تمثّل تحدياً للمجتمع الدولي كله، وتقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية أعاد القضية (بشأن البرنامج النووي الإيراني) إلى مقدمة الأحداث». ولفت إلى أن «المحادثات الهامة الآن في هذا الموضوع هي تلك التي يجريها الرئيس الأميركي (باراك أوباما) في هاواي مع رئيسي روسيا (ديمتري مدفيديف) والصين (هو جنتاو)، وإذا توصلوا إلى اتفاق هام فإنه سيكون لذلك تأثير أكبر من أي شيء آخر».
(أ ف ب، يو بي آي)