أثارت مقابلة «الأخبار» مع رئيس حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» في تونس، منصف المرزوقي، وكلامه على رفض تولي حزب «النهضة» وزارة التربية ضجة في تونس، بعدما هدد حزب النهضة بوقف التفاوض مع حزب المؤتمر. ردّ فعل فريق المرزوقي الأول كان أول من أمس بإعلان بيان وزع على صفحة المرزوقي على موقع «الفايسبوك»، ينفي أن يكون قد أدلى بهذا التصريح. ثم تولى أحد مساعديه، سمير بن عمر، الظهور أمس على شاشة تلفزيونية تونسية يكرر النفي، ويقول إنه جرى التلاعب بالأجوبة. ومساء أمس، أبلغ زميلنا عثمان تزغارت الذي أجرى المقابلة، وسائل الإعلام التونسية أن التسجيل الحرفي للمقابلة موجود، وحصل نقاش إضافي في الأمر. ثم خرج المرزوقي نفسه مساء أمس على شاشة التلفزة التونسية يعلن أنه قال هذا الكلام ويقدم اعتذاراً من الزميل تزغارت عن النفي الذي صدر عن معاونين له. وقال بيان فريق المرزوقي في البيان الأول إن الحزب «يعلن نفيه القاطع لبعض النقاط التي أوردها موقع «الأخبار» الإلكتروني. وإن ما أوردته الصحيفة على لسان الدكتور المرزوقي من رفض الحزب القبول بوزير تربية من حزب حركة النهضة هو ادعاء عار من الصحة.

وإنه أجاب عن سؤال عن قدرة المؤتمر على منع النهضة من أدلجة التعليم: ستكون للدين مكانته الطبيعية في قطاع التعليم بالتأكيد، لكن الأمور لن تتجاوز حدود المعقول. ولا أعتقد أن هذا الأمر سيكون محل خلاف بيننا وبين النهضة. بكل الأحوال، نحن لن نسكت عن أي محاولة لهيكلة التعليم على نحو أيديولوجي (...) أما في ما يتعلق بالدولة المدنية، فإن الدكتور المرزوقي قال: نحن نناقش كل هذه القضايا مع «النهضة»، وحتى الآن لم نجد لديها أي اعتراض على المبادئ المرجعية التي نعتقد أنها يجب أن تكون محل توافق وإجماع. وإذا اختارت «النهضة» أن تسلك خطاً مغايراً، فنحن لن نذهب معها. بالنسبة إلينا، الأمور واضحة. وقلنا، منذ البداية، إن هنالك عدداً من الخطوط الحمر، سواء في السياسات العامة أو في كتابة الدستور، وهي حقوق الإنسان وحقوق المرأة والحريات الشخصية والعامة، التي هي بالنسبة إلينا من دعائم «الدولة المدنية» التي لا يمكن أن نتخلى عنها».
ورد مدير مكتب «الأخبار» في باريس، الزميل تزغارت، على البيان بالتوضيح الآتي: «أولاً، إن نص التسجيل موجود لمن يرغب في الاطلاع عليه، وإنه ليست من عاداتنا وأخلاقياتنا ممارسة الدسّ والتزوير، حتى حين يتعلق الأمر بخصومنا السياسيين، فكيف مع شخصية من مصاف الدكتور المرزوقي، الذي نثمِّن مساره النضالي، ونعتبر أداءه السياسي، مفخرة لتونس وللحراك الحقوقي العربي».
(الأخبار)







Marzouki Interview by Al-Akhbar