طالب آلاف المتظاهرين المناوئين للرئيس علي عبد الله صالح، أمس، في صنعاء بتعليق عضوية اليمن في الجامعة العربية على غرار سوريا، وذلك بعد يوم واحد من اعتبار موفد الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر أنه يمكن التوصل إلى «تسوية» بين السلطة والمعارضة لإيجاد مخرج للأزمة التي تعصف بالبلاد منذ حوالى عشرة أشهر. وسار المتظاهرون من ساحة التغيير باتجاه حي الحصبة في شمال صنعاء، مرددين هتافات تطالب بتجميد العضوية وترفض منح الرئيس اليمني أي حصانة من الملاحقة القانونية، فيما أطلقت القوات الموالية طلقات تحذيرية في الهواء عندما اقترب المتظاهرون من منزل يملكه الرئيس في حي الحصبة، من دون أن تسجل إصابات وذلك نتيجة سياسة «ضبط النفس» التي يعتمدها النظام في صنعاء منذ وصول بن عمر، الذي أكد وجود تفاهم على الخطوط العريضة لتسوية الأزمة.
وقال بن عمر «لقد فعلنا الكثير. هناك اتفاق على تنظيم إدارة الفترة الانتقالية»، لكنه أشار إلى «استمرار التباينات بشأن بداية المرحلة الانتقالية، وخصوصاً صلاحيات نائب الرئيس ووضع الرئيس صالح». في هذه الأثناء، تتوالى الأنباء عن وقوع اشتباكات بين أتباع زعيم جماعة أنصار الله والإسلاميين التابعين لحزب الإصلاح في صعدة وجوارها، وسط اتهامات قبلية للجماعة بأنها تتوسع ميدانياً «باتفاق» مع النظام. وقال شيخ قبلي، رفض الكشف عن اسمه لوكالة «فرانس برس»، «برزت حالة من التوسع الملحوظ لجماعة الحوثي في محافظة حجة والجوف وعمران في شمال البلاد، إضافةً إلى صنعاء والمحويت» القريبة، لافتاً إلى أن أنصار الله «أحيوا هذه السنة يوم الغدير، وهو ذكرى تولي الإمام علي الخلافة، في صنعاء المدينة وفي مدينة جحانة بمنطقة خولان شرق العاصمة اليمنية». بدوره، أشار رئيس مجلس قبائل بكيل، أمين العكيمي، إلى أنه «حصل خلال هذه الاحتفالات في الجوف اشتباك بين الحوثيين وأنصار اللقاء المشترك يوم الاثنين (الماضي) أدى الى مقتل 6 أشخاص، 3 من كل طرف». وأكدت مصادر متطابقة دبلوماسية وقبلية لوكالة «فرانس برس» أن هذا «التوسع» للجماعة يأتي باتفاق مع الرئيس صالح لبناء تحالف جديد بينهم، على الرغم من أن صالح دأب على اتهام الحوثيين بالولاء لمرجعيات في إيران، وخاض مهم 6 حروب. وأكد مصدر دبلوماسي أن «الرئيس اليمني ليس العدو الأول للحوثيين، بل التجمع الوطني للإصلاح» القريب من خط الإخوان المسلمين، إضافةً إلى «اللواء المنشق علي محسن الأحمر الذي كان في مواجهتهم عندما كان الذراع اليمنى للرئيس». إلى ذلك، أعلن مصدر أمني يمني مقتل 10 من أنصار الشريعة، إحدى الجماعات المتهمة بالانتماء الى «القاعدة» إثر قصف للقوات العسكرية طاول محافظة أبين جنوب اليمن.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)