تراجع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك عن مقولته التي أدلى بها خلال مقابلة مع شبكة تلفزيونية أميركية، انه لو كان إيرانياً لسعى إلى امتلاك السلاح النووي، في سياق محاولة تأكيده مساعي إيران في هذا الاتجاه، وتشديده على أن من «المحظور على العالم السماح لإيران بالحصول على سلاح النووي..»، مدّعياً أنه لم يقل هذا الكلام مطلقاً. لكن بحسب النص الذي أدلى به في المقابلة المتلفزة، يبدو أن السياق الذي ورد فيه موقف باراك انطوى على الإيحاء بإقراره بوجود ظروف موضوعية تدفع إيران للسعي إلى ذلك، عندما أشار إلى أنها تعيش في محيط نووي، والقول «أنا لا أوهم نفسي بأن إيران تريد سلاحاً نووياً فقط بسبب إسرائيل. لديهم تاريخ 4 آلاف سنة، وهم ينظرون حولهم ويرون أن لدى الهند سلاحاً نووياً، وكذا الصين والباكستان وروسيا. القذافي أيضاً حاول ذلك، ولدى إسرائيل أيضاً سلاح نووي بحسب مصادر أجنبية». وفي سياق نفيه وتراجعه عن الكلام الذي أثار تعليقات إعلامية ضده، شدّد باراك على أن ما قاله أتى في سياق مقابلة، كجزء من كفاح عالمي «يهدف إلى تجنيد العالم لفرض عقوبات مشددة وحاسمة لكبح إيران»، لافتاً إلى أنه لا يوهم نفسه بأن البرنامج النووي الإيراني موجه فقط ضدنا، ومعتبراً أنه لا يوجد أي طريق لكبحه «بدون أن ينتظم العالم بشكل معزز جداً جداً».
وبخصوص ما يمكن أن يتركه تقرير الوكالة الدولية الاخير بحق إيران، لفت باراك الى أن «هناك مشاورات مكثفة بشأن هذه القضية، بدءاً من هاواي مروراً بلندن وباريس وصولاً إلى موسكو»، مشدداً على أنه «ممنوع على إسرائيل أن تبدو كدولة تتباكى وتخاف، وتقول سيفعلون لي الكثير، من يدري ماذا؟». لكنه عاد وأكد أن إسرائيل «ستواصل استنفاد كل فرصة يمكن من خلالها الإقناع وتوضيح موقفنا، من أجل أن يرى العالم أننا من جهة أولى لسنا عاجزين، ومن جهة أخرى نحن مصرّون على أن يتحرك العالم».
ورغم عدم تفاؤله إزاء المفاعيل المحتملة للعقوبات التي يمكن أن تفرض على إيران، على خلفية العقبات الكبيرة جداً التي تعترضها، عبَّر باراك عن أمله «بأن توقف الجهود الدولية المبذولة، بكل أنواعها، البرنامج النووي الإيراني». أما بخصوص ما الذي يمكن أن تفعله إسرائيل إذا لم يتحرك العالم، كرّر باراك مقولة ان «من الممنوع إزاحة أي خيار عن الطاولة».
إلى ذلك، ألغى باراك ووزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان مشاركتهما في مؤتمر «منتدى سابان» في واشنطن، المزمع عقده في بداية شهر كانون الاول المقبل، والذي سيتناول البرنامج النووي الإيراني. ويأتي هذا الموقف بعد أيام من طلب مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من كليهما عدم إلقاء خطابات في الموضوع الإيراني في التوقيت الحالي. ولجهة خلفية مطلب نتنياهو، تراوحت التقديرات بين من ربطه بالحساسية الدولية والرغبة في عدم المس بالمساعي من أجل فرض عقوبات إضافية على إيران، وأخرى رأت أن الهدف من ذلك تجنّب مواجهة مع رئيس الموساد السابق مئير داغان، ورئيس هيئة الأركان العامة السابق غابي أشكينازي، اللذين يعارضان شنّ هجوم على إيران.