في وقتٍ تمكّن فيه الجيش و«أنصار الله» من السيطرة على مدينة تعز بعد طرد المجموعات المسلحة منها بصورةٍ كاملة، دخلت كاميرات تلفزيون «المسيرة» مناطق جديدة في الداخل السعودي، للمرة الثانية خلال يومين.
ووقف مراسل القناة التابعة لحركة «أنصار الله»، يحيى الشامي، على مشارف مدينة جيزان، ما أكد أن مناطق واسعة في داخل المملكة باتت خالية من الوجود العسكري السعودي بعد سلسلة عمليات اقتحام واستهداف، قامت بها القوات اليمنية في الفترة الماضية. وكانت القناة قد دخلت أول من أمس، أيضاً إلى نجران وصورت المواقع التي سيطرت عليها القوات اليمنية. وكانت أنباء قد تحدثت عن موجات نزوح كبيرة شهدتها المدن الحدودية السعودية، فيما أعلنت الرياض أمس، مقتل جندي سعودي يدعى حمد بن علي حسن الكعبي، إثر تعرض أحد مراكز حرس الحدود في جيزان لإطلاق نار كثيف من داخل الأراضي اليمنية، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

أرسل «القاعدة» أسلحة
نهبها في حضرموت إلى مسلحين في مأرب

في هذا الوقت، هيمن الجمود السياسي على مشهد الأزمة، في وقتٍ لا يزال فيه وفد صنعاء في العاصمة العمانية مسقط ينتظر عودة المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ من جولته الدبلوماسية. ورغم الحديث عن رفض سعودي لمبادرة العشر نقاط التي توصل إليها ولد الشيخ مع وفد صنعاء، علمت «الأخبار» أن السعودية لا تزال تماطل في الرد على بنود الاتفاق الذي حمله ولد الشيخ إلى الرياض مطلع هذا الأسبوع. وفيما كان من المفترض أن يعود ولد الشيخ إلى العاصمة العمانية اليوم بنتيجة لجولته الأخيرة، لا يبدو أن هناك مؤشرات على العودة بنتيجة خلال الساعات المقبلة، وفقاً لمصادر مواكبة لمفاوضات مسقط، خصوصاً أن ولد الشيخ لا يزال في نيويورك، مبرّراً تأخره برغبته في الحصول على مزيد من التأييد لمبادرته.
وتمكن الجيش و«اللجان الشعبية» أمس، من تحرير مدينة تعز بشكلٍ كامل من المجموعات المسلحة ومن ميليشيات «القاعدة». وعلمت «الأخبار» بفرار القيادي في حزب «الإصلاح» حمود المخلافي إلى عدن. وهو من يقود المسلحين في تعز، ويُعَدّ مسؤولاً عن الذبح والسحل والممارسات الوحشية ضد أفراد الجيش و«اللجان الشعبية». وحاول المخلافي التوسط مع قياديين في «أنصار الله»، الذين رفضوا الحديث معه، واستهدفوا مقاره ومنازله وتمكنوا من نسفها. وسيطر الجيش و«اللجان» على منطقة مخلاف، مسقط رأس المخلافي، فيما توقعت مصادر ميدانية تطهير المناطق التي يتمركز فيها مقاتلو «الإصلاح» و«القاعدة» على مشارف المدينة في وقتٍ قريب.
وندّد المجلس السياسي في «أنصار الله» بـ«الجريمة البشعة التي أقدمت عليها أدوات العدوان ومرتزقته من القاعدة وداعش وأخواتهما في محافظة تعز»، مؤكداً أنه «لن يهدأ أبناء شعبنا اليمني حتى تطاول يد العدالة أولئك المرتزقة والعملاء والمجرمين».
وفي حضرموت، أكد مصدر محلي أن تنظيم «القاعدة» يمارس أعمالاً استفزازية في عدد من المناطق خارج المكلا التي تقع كلياً تحت قبضته، مستهدفاً المنشآت العسكرية والأمنية فيها. وبحسب المصدر، فإن عناصر التنظيم شنوا هجوماً على إدارة الأمن والشرطة في منطقة حزر في مديرية رماه، أدى إلى سيطرتهم على إدارة الأمن بعد قتل عدد من الجنود وجرح آخرين وهم يقاومون الهجوم.
وفي سياق متصل (مراسل «الأخبار» علي جاحز)، أكد مصدر عسكري لـ«الأخبار» أن «القاعدة» أرسل أول من أمس بعض الآليات والمعدات العسكرية التي قام بنهبها من معسكر «اللواء 27 ميكا» ومعسكر ميناء الضبة، على ظهر شاحنات كبيرة لتعزيز الميليشيات الموالية للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي ودعمهم لمواجهة قوات الجيش و«اللجان الشعبية» في جبهة محافظة مأرب التي شهدت تقدماً للقوات أخيراً.
المصدر أكد أن إحدى النقاط العسكرية في حضرموت والتابعة للمنطقة العسكرية الأولى التي يقودها اللواء عبد الرحمن الحليلي، لم تكن على علم بمرور تلك الإمدادات التي تحوي أسلحة مختلفة جلّها من الأسلحة الثقيلة فاستوقفتها قبل خروجها من محافظة حضرموت على مشارف مأرب. وأضاف المصدر: «لم تمضِ إلا ساعات، وأُفرج عنها بعدما تلقت النقطة توجيهاً صارماً بإطلاق سراحها من حكومة هادي من الرياض لقيادة المنطقة الأولى». وأفاد المصدر العسكري بأنّ قوات التحالف أرسلت تهديداً مباشراً لقيادة قوات الجيش في حضرموت إذا هي اعترضت مثل هذه الشحنات مستقبلاً.
(الأخبار)