الكويت | وصف أمير الكويت صباح الأحمد، أمس، يوم الأربعاء الماضي الذي اقتحم فيه معارضون ونوابهم مجلس الأمة باليوم الأسود، ووجه رسالة شديدة اللهجة إلى المعارضين، نافياً في الوقت نفسه الاتهامات بشأن دور للسعودية بما جرى، لكن ذلك لم يحبط عزيمة المعارضة التي حشدت بقوة في ساحة الإرادة من أجل «لا تنقضوا الميثاق» على وقع صيحات «الشعب يريد إسقاط الرئيس». وقال إن ما جرى تداوله في أن السعودية طرف في أحداث الأربعاء «أمر غير صحيح». وتابع: «تعرفون من فتح الباب وحاول استغلال اسم المملكة، والإخوان في السعودية يعرفون أن هؤلاء الجهلة لا يمثلون الحكومة». ووصف الأمير أحداث الأربعاء بالسوداء. واستغرب كيف «استطاع مواطنون، ومن ضمنهم نواب، أن يقتحموا مجلس الأمة وقاعة عبد الله السالم، مع ما رافق ذلك من تخريب وتكسير». ووجّه رسالة شديدة اللهجة إلى «من يعنيهم الأمر»، قائلاً: «كنتم تتظاهرون وتشتمون في التظاهرات. ومع ذلك كان الأمر يستوعب تحت إطار الديموقراطية. لكن أن يُقتحَم مجلس الأمة وأن يدخل إلى بيت الأمة 150 شخصاً من بينهم أعضاء في مجلس الأمة، وأن يجري تكسير الأبواب والعبث والتخريب، فهذا أمر لا يدخل في إطار الديموقراطية. لقد داسوا في بطن الدستور».
وعن إسقاط رئيس الحكومة، قال: «أنا من أعين رئيس الوزراء وأنا من أقيل رئيس الوزراء وأنا من أقبل تعيين الوزراء، هذا أمر منصوص عليه في الدستور إذا كان الحديث عن الدستور. أما أن يقسم أحدهم إنه سيقيل رئيس الوزراء، فهذا تعدٍّ على الدستور لمن يقول إنه يتمسك بالدستور».
رغم تحذيرات الأمير، حشدت المعارضة مناصريها في ساحة الإرادة أمس، بعد تأجيل «تجمع الكويت» الموالي مهرجانه إلى اليوم تجنباً للتصادم مع تجمع «نهج». ووسط تواجد أمني كثيف في محيط الساحة، علت هتافات المحتشدين مراراً بشعار «الشعب يريد إسقاط الرئيس»، إضافة إلى تحيات للسعودية.
وأُعلن خلال الاعتصام أن فريقاً من المحامين الكويتيين تطوع للدفاع عن المتهمين باقتحام مجلس الأمة. وكان النائب مسَلّم البراك قد شنّ هجوماً عنيفاً على رئيس الحكومة وعلى رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي، متهماً الأخير بإقفال القاعة الرئيسية في المجلس لتعطيل استجواب «الإيداعات والتحويلات المليونية» المقرر في 29 من الشهر الجاري.