ألقت الاحتجاجات والمواجهات التي تشهدها الساحة المصرية بظلال ثقيلة على المؤسسة السياسية والامنية في اسرائيل، التي رأت فيها مؤشرا إلى سيناريو مقلق للدولة العبرية، لجهة عدم تمكن المجلس العسكري من إحكام السيطرة على الواقع السياسي والامني في مصر، وبروز عراقيل امام تأجيل الانتخابات الى مرحلة مقبلة، كما تأمل اسرائيل وفق تصريحات مسؤوليها، أو أن يؤدي تأجيلها الى سيناريوهات متطرفة في الساحة المصرية. واعرب القيادي في حزب «العمل»، عضو لجنة الخارجية والامن، بنيامين بن اليعازر، عن مخاوفه من مجريات الاحداث الاخيرة في مصر، محذراً من تعرض الاستقرار الاقليمي للخطر، جراء صعود الاخوان المسلمين الى السلطة في مصر، وبالتالي امكانية جر اسرائيل الى مواجهة مباشرة في جبهتها الجنوبية رغم انها قد لا تكون عسكرية بالضرورة. واوضح، خلال مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية، بأن مصر باتت تسلك طريقاً يؤدي الى الفوضى، معرباً عن قلقه من عدم قدرة الجيش المصري على التحكم بما يجري.
في الاطار نفسه، حذر وزير المال الاسرائيلي، يوفال شطاينتس، من ان «الشرق الاوسط يمر الآن في فترة عاصفة من عدم الاستقرار، سواء في الدائرة الاولى او الدائرة الثانية، وهو ما يشكل بالطبع مصدرا للقلق». واضاف أن هناك تزايداً في التهديدات القابلة للتفجر بسبب فقدان سيطرة معينة، مركزاً على التهديد غير التقليدي من قبل سوريا وايران. لكنه اضاف أن الدول العربية من حولنا ضعيفة سواء من الناحية العسكرية والاقتصادية، وجزء منها على حافة الافلاس. ورأى أيضاً، انه باستثناء ايران فإن قدرة هذه الدول على خوض سباق تسلح ضدنا في الخمس سنوات المقبلة، تراجعت، لكنه أضاف أن لهذه «العملة وجهين».
أما في ما يتعلق بالتقديرات الاستخبارية الاسرائيلية ازاء مستقبل الاوضاع في مصر، فنقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» عن مسؤولين أمنيين تأكيدهم أن عدم اليقين ازاء مستقبل الاوضاع في مصر كبير بسبب عدم الوضوح ازاء طبيعة الحكومة التي ستتشكل بعد الانتخابات، والامر نفسه ازاء درجة مكانة الاخوان المسلمين التي ستتعزز في اعقابها. واضافت الصحيفة أن الاستخبارات الاسرائيلية قلقة «من نشوب حرب اهلية في مصر في الامد البعيد»، وخصوصاً أن الاحداث الاخيرة، بحسب تقديراتها، تشكل بداية صراع شديد بين الإخوان المسلمين والجيش المصري.