لا تزال الحكومة الليبية الجديدة رهينة المشاورات، رغم مرور يومين على موعد إعلان تأليفها، فيما يبدو أن ثمة تضارباً في المعلومات بشأن اعتقال رئيس الاستخبارات السابق عبد الله السنوسي أثنى رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، أمس، على مساعدة أميركا «الفعّالة» في إسقاط نظام العقيد الراحل معمّر القذافي، مشيراً إلى أنه لا يملك «أدلة قاطعة» على اعتقال مدير الاستخبارات السابق عبد الله السنوسي، فيما أعلن رئيس الوزراء المكلف، عبد الرحيم الكيب، أن تأليف الحكومة الجديدة سيعلن اليوم.
وفيما كان من المنتظر أن تعلن الحكومة الجديدة الأحد الماضي، قال الكيب في مؤتمر صحافي إنه تقرر أن يكون الثلاثاء هو موعد إعلان التأليف الحكومي، مضيفاً أنه يعمل جاهداً لضمان أن تكون الحكومة صلبة ومتماسكة وقادرة على أداء مهمتها. وكان الكيب قد أعلن تأجيل إعلان تأليف الحكومة من يوم الأحد إلى يوم أمس الاثنين بسبب اعتقال سيف الإسلام القذافي، لكن على ما يبدو إن الخلافات بين المجموعات المسلحة والمجلس الانتقالي لا تزال تحول دون الاتفاق على تشكيلة وزارية ترضي جميع الأطراف.
أما عبد الجليل، فقد ذكر، عقب لقائه مندوبة أميركا لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، في طرابلس، أن الدور الذي قامت به أميركا لمساعدة بلاده في إسقاط القذافي «مميّز وفعّال»، مشيراً إلى أن الدعم الأميركي شمل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
ورأى أن أميركا «أسهمت بفاعلية» في إنجاح انتفاضة الليبيين على حكم القذافي من خلال تدمير طائراتها الحربية لترسانته العسكرية، التي قال إنها «كانت مخصصة لإبادة الشعب الليبي». وناقش مع رايس المتطلبات المالية التي سبق أن طلبتها بلاده من أميركا، والمتمثلة في الأموال الليبية المجمّدة لديها.
إلى ذلك، أعلن عبد الجليل أنه ليس لديه «أي معلومات أو أدلة قاطعة» على اعتقال مدير الاستخبارات السابق، فيما جدد تأكيد حرص بلاده على «توفير محاكمة عادلة» لسيف الإسلام القذافي الذي اعتقل قبل يومين في مدينة الزنتان.
وكانت وسائل إعلام ليبية قد نقلت عن مصادر ليبية مسؤولة أمس، تأكيدها القبض على السنوسي، غير أنه لم تظهر أي صور أولية للسنوسي على غرار صور سيف الإسلام.
وعن سبب اعتقال سيف الإسلام القذافي في الزنتان الواقعة في جبل نفوسة غرب ليبيا، بدلاً من العاصمة طرابلس، قال رئيس المجلس العسكري في الزنتان، أسامة الجوالي، لوكالة «رويترز»، إن سيف الإسلام سيبقى في البلدة لأنها مكان آمن بالنسبة إليه وإنه لن يغادر البلدة في المستقبل القريب. وأضاف أنه يعتقد أن سيف الإسلام يجب أن يحاكم في الزنتان أيضاً.
ويقول القادة في الزنتان ومحتجزو سيف الإسلام إن السبب وراء الاحتفاظ به في البلدة لا تحت قيادة المجلس الوطني الانتقالي في العاصمة هو حمايته من المصير الدامي الذي لحق بأبيه. وقال فريد أبو علي، المقاتل في الزنتان الذي أرسلته طرابلس لنقل سيف الإسلام من حيث أُلقي القبض عليه في الصحراء بجنوب ليبيا صباح السبت إلى الزنتان، «اضطررنا إلى نقل سيف إلى الزنتان جوا لأنه المكان الوحيد الذي نضمن فيه سلامته». وأضاف: «إذا نقل إلى طرابلس أو أي مكان آخر، فهناك خوف من أن يقتله المقاتلون الغاضبون الذين يريدون الانتقام».
وتقول الجماعة التي أسرت سيف الإسلام والجماعة التي نقلته جواً إلى الزنتان إن البلدة مرتبطة منذ 200 عام باتفاقية قبلية مع قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها القذافي وتضمن حماية أسرى الحرب. وقال أبو علي: «إنها اتفاقية تاريخية، لكنها ما زالت قائمة».
(أ ف ب، رويترز)