لم يأخذ حكام أنقرة فترة استراحة في حربهم الكلامية التصعيدية ضد القيادة السورية والرئيس بشار الأسد تحديداً، بينما أسقطت دمشق روايتها حول العصابات المسلحة على حادثة الاعتداء على حافلة الركاب التركية التي تعرضت لإطلاق نار قبل أيام قرب حمص. وفيما انضم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إلى نظرائه الدوليين في دعوة الأسد إلى التنحي «لمصلحة شعبه والمنطقة»، حثّه على استخراج الدروس من نهاية كل من الزعيم النازي أدولف هتلر وبينيتو موسوليني ونيكولاي تشاوشيسكو والزعيم الليبي معمر القذافي، في إشارة إلى قول الأسد إنه سيقاتل حتى النهاية. وفي ما وصفته وكالات الأنباء بأنه أقوى انتقاد يوجهه حتى الآن للأسد، سخر أردوغان من الرئيس السوري لوعده بالقتال حتى الموت، قائلاً إنه «لم يبدِ نفس الاستعداد للتضحية بحياته لاستعادة مرتفعات الجولان المحتلة من أيدي الإسرائيليين». ورغم تشديده على أن تركيا لا تنوي التدخل في الشؤون السورية الداخلية، إلا أنه استدرك بأن أنقرة «لا يمكنها أن تبقى غير مبالية تجاه ما يحدث في بلد مجاور تشترك معه تركيا في حدود طولها 910 كيلومترات». كذلك تطرّق المسؤول التركي إلى الاعتداء على حافلة الحجاج الأتراك، معتبراً أن «حماية مواطني دولة أجنبية هي مسألة شرف بالنسبة إلى أي بلد». تهمة برّأت السلطات السورية نفسها منها، مؤكدةً باسم المتحدث باسم وزارة خارجيتها، جهاد مقدسي، أن «المجموعات الإرهابية المسلحة» هي من أطلق النيران على حافلة الحجاج الأتراك ما أدى إلى إصابة اثنين منهم بجروح. كلام لم يرضِ المسؤولين الأتراك، فكان للرئيس عبد الله غول حصة من التصريحات النارية ضد الأسد وقيادته. وفي مقابلة مع صحيفة «الغارديان» البريطانية، لفت غول إلى أن الاسد «وصل إلى طريق مسدود»، جازماً بأن التغيير في سوريا بات «حتمياً ويجب ألا يحصل من خلال التدخل الخارجي». ورأى أنه «لا بد أن يقوم الشعب بالتغيير»، مشدداً على أن «الحرب الأهلية ليست أمراً يريد أحد أن يشهده». وردّاً على سؤال حول الاصلاحات المطلوبة من الأسد، أجاب غول «فات وقت حدوث هذا الآن». وفي علامة أخرى على تكثيف الضغوط التركية على الاسد، ذكرت قناة «سي أن أن تورك» أن قائد القوات البرية التركية زار مدينة قريبة من الحدود السورية لتفقد قوات الحدود التركية هناك. وتجنّب غول التعليق على هذا النبأ، مكتفياً بالطمأنة إلى أن «إيجاد ملاذ آمن للجماعات المسلحة غير وارد على الإطلاق، لكن أنقرة ستستمر في تقديم منبر ديموقراطي للمعارضة السورية».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)