أعلن المسؤول في دائرة الحريات وحقوق الإنسان بجمعية «الوفاق» النائب السابق السيد هادي الموسوي، أمس، أن الحكومة تقوم بعملية حرف لتقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق من خلال الترويج لنسخة مغلوطة من التقرير بهدف تخفيف حدة الإدانة، فيما أصدر رئيس تجمع الوحدة الوطنية الموالي للسلطة، عبد اللطيف محمود، تصريحات تحذر من حرب أهلية تهدد الخليج برمته. وقال الموسوي إن «ترجمة تقرير اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق إلى اللغة العربية احتوت على الكثير من الأخطاء الفادحة باعتراف وتنويه اللجنة، لكن هناك أطرافاً رسمية ومحسوبة على السلطة تسعى الى ترويج هذه النسخة المغلوطة لأسباب غير بريئة ومقصودة، الأمر الذي يحمّل اللجنة مسؤولية اتخاذ موقف حازم تجاه هذا الأمر».
وأضاف إن هناك «عملية دس في الترجمة ونشرها ومتابعة نشرها، وقد تكون تقف وراءها جهات رسمية، وخصوصاً أن بعض العبارات المدسوسة يتناولها أطراف محسوبة على السلطة، مثل العلم الاثني عشري الذي لم يرد في النسخة الإنكليزية الأصلية، إلى جانب حذف صفة «الأحزاب المعارضة» عن التوصية الواردة في الفقرة 1715 الخاصة بتشكيل اللجنة الوطنية والاكتفاء بلفظة «الأحزاب السياسية»، وغيرها من الأمور التي تتبناها أطراف في السلطة كمخارج لها للتعامل مع التقرير.
وطالب اللجنة بموقف واضح، قائلاً «لا أعتقد أن عمل اللجنة ينتهي بتسليم التقرير، فهذا الخطأ والتباين يلقي عليها مسؤولية إضافية لتصحيحه، لأن هناك جهات رسمية مع الأسف تنتفع مع هذه الأخطاء وتروّج لها».
في المقابل، قال رئيس تجمع الوحدة الوطنية، عبد اللطيف محمود، إن وجود القوة السياسية والعسكرية والمالية لدى القوى المذهبية، يمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية، ويهدد مستقبل منطقة الخليج العربي وأمنه. وأضاف خلال مشاركته في ندوة «دور التنوع المذهبي بمستقبل الخليج العربي» في الدوحة، أول من أمس، إن «التهديد يزداد تعقيداً وشدة عند عدم الاعتراف بالمذاهب الأخرى، وإثارة الطائفية وتربية الأجيال على الكراهية والبغضاء، والتبشير بين أتباع المذاهب الأخرى، واستخدام أتباع المذهب في الدول الأخرى للانقلاب على الأنظمة الحاكمة».
وتابع «تنتشر في منطقة الخليج العربي المذاهب السنية الأربعة المشهورة والمذهب الاثنا عشري الجعفري والمذهب الإباضي، وهي جميعاً تنتمي إلى الإسلام، كما يوجد المذهب الإباضي في سلطنة عُمان». وأضاف إن «ما يؤثر في أي منطقة من المناطق بتنوع إثني أو ديني أو مذهبي أو قبلي، هو في التوجه لدى القادة السياسيين والدينيين لهذه التنوعات للتعايش أو عدمه، للغلبة أو المغالبة».
ورأى المحمود أنه «في هذا الوقت من الصراع، فإن وجود القوة السياسية والعسكرية والمالية لأي من القوى المذهبية، يمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية، وهذا ما يهدد مستقبل منطقة الخليج العربي كما حدث في العراق، ويمكن أن يمتد إلى جميع دول منطقة الخليج كما يحدث الآن في البحرين والسعودية والكويت».
في هذه الأثناء، نوه الملك حمد بن عيسى آل خليفة بالدور الأميركي «الفاعل في دعم الجهود الدولية لإحلال الأمن والاستقرار الدوليين». وأكد خلال استقباله السفير توماس كرايسكي حرص البحرين على «تطوير وتنمية هذه العلاقات في جميع المجالات لكل ما فيه خير وصالح البلدين وشعبيهما الصديقين».
(الأخبار)