فيما تستعد الحكومة اليمنية لأداء اليمين الدستورية غداً تمهيداً للمباشرة في ممارسة مهامها، عاد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر إلى صنعاء لاجراء مزيد من المشاورات مع الأطراف السياسية، في وقتٍ سجل فيه اطلاق الأجهزة الأمنية سراح القيادي البارز في الحراك الجنوبي حسن باعوم إلى جانب نجله فواز بعد اعتقال امتد لقرابة 10 أشهر. وأكدت مصادر مقربة من باعوم، أمس لـ«الأخبار»، أن الغموض لا يزال يلف وضع القيادي في الحراك الجنوبي الذي نقل من السجن إلى أحد فنادق العاصمة اليمنية فور اطلاق سراحه، في وقتٍ ترددت فيه معلومات أنه قد يخضع للاقامة الجبرية او يرحّل إلى خارج اليمن. وفيما نفت المصادر أن يكون الافراج عن باعوم، المتمسك بمطلب «الحرية لأبناء الجنوب»، مشروطاً، لفتت إلى أن الأجهزة الأمنية التي اختطفت باعوم ونجله من احد مستشفيات عدن بتاريخ 20 شباط الماضي، كانت تؤكد لهما طوال فترة اعتقالهما أنهما بمثابة «ضيوف»، فلم تخضعهما لأي تحقيق أو تعرضهما أمام اي محكمة. وأكدت المصادر أنهما قضيا معظم وقتهما متنقلين بين السجن والمستشفى بسبب الوضع الصحي السيئ لباعوم، الذي يرى البعض أن الافراج عنه مثّل رسالة ايجابية من رئيس الحكومة الجديدة، محمد سالم باسندوة، تؤكد رغبته في معالجة القضية الجنوبية، التي تعد من أبرز التحديات المهددة ليس فقط لاستقرار اليمن بل وحدته أيضاً.
ومن بين التحديات التي يواجهها باسندوة أيضاً اقناع المحتجين اليمنيين بالتعامل مع الحكومة الحالية وقدرة الأخير على تحقيق مطالبها، بعدما بات المحتجون لا يكتفون بالمطالبة بمحاكمة الرئيس علي عبد الله صالح وأقاربه بل ينددون أيضاً بقيادات المعارضة، التي ارتضت «القفز على دماء المحتجين» والجلوس إلى طاولة واحدة مع المتهمين بقتلهم.
وفي السياق، تظاهر أمس عشرات آلاف اليمنيين، وخصوصاً من الشباب في صنعاء، للتعبير عن رفضهم للحكومة الجديدة، وهتفوا «لا شراكة مع القتلة»، و«باسندوة انهم ليسوا شرفاء»، في إشارة إلى وزراء من حكومة صالح السابقة ضمتهم الحكومة الجديدة.
في غضون ذلك، حث مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن، أمس، على إرساء دعائم الاستقرار. وأوضح أن زيارته والوفد المرافق له إلى صنعاء ستكون فرصة لإجراء لقاءات مع جميع الأطراف اليمنية لتقييم الأوضاع وتقديم تقرير الى مجلس الأمن الذي سيجتمع في الرابع عشر من الشهر الجاري، مشدداً على وجوب أن تلعب الحكومة دوراً في إرساء دعائم الاستقرار والأمن في اليمن واعادة بناء اقتصاده.
بدورها، رحبت الصين إلى جانب فرنسا أمس بتشكيل الحكومة. وفيما نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي قوله «نأمل أن يستعيد اليمن النظام الاجتماعي في وقت قريب من خلال الوسائل السلمية بما فيها اللجوء إلى الحوار والمفاوضات في حل النزاعات»، أبدت الخارجية الفرنسية قلقها إزاء استمرار العنف في البلاد.
إلى ذلك، نفذ مسلحون يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة هجوماً على ثكنة أمس قرب مدينة زنجبار في جنوب اليمن، ما ادى إلى اندلاع اشتباكات بين الجنود والمسلحين أدّت إلى مقتل تسعة من المسلحين وجندي.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)