أصدرت بلدية القدس الإسرائيلية، أمس، أمراً بإغلاق جسر باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى خلال سبعة أيام لأسباب تتعلق بالسلامة العامة، في خطوة أثارت غضب السلطة الفلسطينية، التي حمّلت الدولة العبرية مسؤولية نتائجها، فيما دعت حركة «حماس» إلى هبّة لإنقاذ المسجد الأقصى. وفي رسالة وجهها الى صندوق تراث حائط المبكى، الذي يدير الموقع، أصدر مهندس البلدية شلومو اشكول أمراً يقضي بـ«إغلاق الجسر وعدم السماح بأي استخدام له». وكتب «أنوي أن أصدر أمراً فورياً بإغلاق الجسر وعدم السماح باستخدامه». وقال بيان صادر عن البلدية إن «صندوق تراث حائط المبكى لديه سبعة أيام لتقديم التماس ضد أمر مهندس البلدية»، موضحاً أن الجسر سيبقى مفتوحاً فقط لقوى الأمن «في حال الضرورة». لكن مدير الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس الشيخ عزام الخطيب صرح لوكالة «فرانس برس» بأنّ «دائرة الأوقاف الإسلامية هي المسؤولة عن هذه التلة، التي تعدّ مدخلاً من مداخل الأقصى، وهي وقف إسلامي». وأضاف «نحن على استعداد لترميم التلة وإعادتها الى ما كانت عليه، وأفضل خلال أيام وبعمل مكثف». وأشار الى أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشهر الماضي إرجاء هدم الجسر «كان مؤقتاً، لأن اليمين المتطرف سيقوم بالضغط عليه بخصوص باب المغاربة».
وحملت السلطة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية مسوؤلية تبعات الإجراء. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات «من الواضح أنهم مصممون على تهويد القدس، والاعتداء على المقدسات الإسلامية في المدينة». وأضاف «نحمّل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية ونتائج وتبعات هذه الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني».
وقال عريقات إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أعطى تعليماته للبعثة الفلسطينية في الأمم المتحدة لبدء مشاورات مع الدول الأعضاء والمجموعات الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي الأخير، بما يشمل الأعمال الاستيطانية والاعتداءات على المقدسات الإسلامية في المدينة».
وفي غزة، حذرت حركة «حماس» «الاحتلال الصهيوني من التمادي في استهداف هذا الجسر، الذي يعدّ جزءاً لا يتجزأ من الأقصى المبارك»، وحمّلته «المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا الفعل الإجرامي، الذي يعد انتهاكاً صارخاً لحرمة المسجد الأقصى، واستفزازاً لمشاعر ملايين المسلمين». ودعت، في بيان صحافي لها، الى «هبة جماهيرية نصرة للمسجد الأقصى والمقدسات المهددة بالطمس»، كما دعت الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي الى «التحرك العاجل لاتخاذ تدابير فورية لمنع الاحتلال الصهيوني من هدم جسر باب المغاربة، وكبحه عن مواصلة جرائمه ضد القدس والمقدسات».
وقررت السلطات الإسرائيلية اواخر الشهر الماضي إرجاء هدم جسر باب المغاربة المؤدي الى المسجد الأقصى في البلدة القديمة، وذلك تفادياً لإثارة موجة احتجاجات في العالمين العربي والإسلامي. وهذا الجسر الخشبي أُقيم في 2004 كإجراء مؤقت بعد انهيار الجسر الرئيسي الذي يستخدمه غير المسلمين للوصول الى المسجد.
وكان مجلس المدينة قد أعلن في تشرين الأول/اكتوبر أنه قدم إخطاراً بهدم جسر باب المغاربة. وقال، في رسالة له، إن مهندس المدينة، إضافة الى خدمات الطوارئ وجد أن جسر المغاربة «خطر».
(أ ف ب، رويترز)