القاهرة | استراحة القوى المحاربة في معركة الصناديق تنقضي صبيحة يومي الأربعاء والخميس المقبلين: موعد بدء المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية. ويبدو أن التيارات السياسية تستفيد من الوقت للإعداد لهذه المعركة، فالجميع (إخوان، وسلفيون، وقوى ليبرالية ويسارية، وفلول) يسنّ أسلحته لجولة مقبلة ساخنة، تدور رحاها في تسع محافظات، هي الجيزة، والسويس والمنوفية والبحيرة، وبني سويف وسوهاج وأسوان والإسماعيلية والسويس، لحصد 81 مقعداً. هذه المقاعد هي غير مقاعد القوائم التي تتنافس فيها أحزاب الحرية والعدالة، والنور السلفي، والكتلة المصرية، والثورة مستمرة، والوفد، والعدل، والوسط، وأحزاب أخرى صغيرة، بعضها يضم فلول النظام السابق.القوى المدنية من ليبرالية، ويسارية، التي أخطأت لأنها نزلت منفردة في المرحلة الأولى، في مواجهة وحدة «غير معلنة» بين الإخوان المسلمين والسلفيين، عالجت أمس الخطأ الكبير، وقررت أن قوتها في وحدتها. قوائم «الكتلة» و«الثورة مستمرة»، وأحزاب «العدل»، و«المصري الديموقراطي الاجتماعي»، اتفقت نهائياً على 51 اسماً ورمزاً لدعمها في المرحلة المقبلة من انتخابات مجلس الشعب لمنع تفتيت الأصوات، وخصوصاً في المقاعد الفردية، فيما ستبقى حسابات القوائم، وتكتيكاتها، غير خاضعة للتنسيق المشترك.
وحصلت «الأخبار» على قائمة بالأسماء التي جرى اختيارها، تحت معيار أنها تدافع عن الدولة المدنية، وهي موزعة على أغلب محافظات المرحلة الأولى. وجاء على رأسها عمرو الشوبكي، وخالد تليمة، ومي الشلقامي، وسامح شقير، ومحمد أحمد فؤاد، على مقاعد الفئات في الجيزة. أما خالد وهبة وعيد أنور، فهما في بني سويف. وفي سوهاج، أحمد عبد الله محمود وعصام عبد الملك الشويح. وفي أسوان عمرو عبد العظيم وحسام عبد الدايم، فيما يأتي فتحي عبد العزيز السيد وأحمد شوقي نصار في المنوفية. وطلال أيوب وعمرو التونسي في الشرقية. وفي البحيرة صبري حسن رضوان وسعيد الأشرم، أما في الإسماعيلية، فسيد عبد الرازق وأيمن عبد الرافع، ومرشح واحد من السويس هو عبد الحميد كمال.
بالنسبة إلى حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين)، الحاصل على أعلى النتائج في المرحلة الأولى، يدخل المرحلة الثانية وعينه على نفس النتائج، ولديه أدوات جديدة، من أبرزها افتتاح المقارّ الانتخابية، والمؤتمرات الصحافية، وحملات طرق الأبواب في الكثير من محافظات المرحلة الثانية، وخصوصاً المحافظات الجنوبية والساحلية (أسوان وسوهاج والسويس)، التي تتفوق فيها نزعات العصبية والقبلية. ففي السويس افتتح «الحرية والعدالة» عدداً من المقارّ الحزبية والانتخابية، إضافة إلى وسيلة المسيرات الانتخابية، واللافتات الكثيفة، وهما وسيلتان يعتمدهما مرشحو حزب النور السلفي في عدد من المحافظات، وخصوصاً في محافظة البحيرة، وسوهاج، في مواجهة تحركات الفلول وتحالف «الكتلة مستمرة» و«الثورة مستمرة»، الذي يتّبع سياسة طرق الأبواب، وتعريف الناخبين ببرامجهم الانتخابية.
النقطة الأبرز في أجواء المرحلة الثانية، هي تحركات القوى الشبابية، لمطاردة الفلول، وهي حملات توعية، بـ «الغرافيتي» والبيانات، يقوم بها نشطاء «حركة 6 أبريل»، والائتلافات الثورية، لتحريض الناخبين على عدم انتخاب مرشحي الحزب المنحل. «حركة 6 ابريل» أعلنت أنها ستوزع آلاف البيانات وتروّج لبرامج أحزاب الوسط والحرية والعدالة والكتلة المصرية والعدل والنور ـــــ الثورة مستمرة «وعلى الناخبين أن يختاروا ما يشاؤون من المرشحين على الفردي والقوائم»، حسبما جاء في بيان للحركة.
في السياق نفسه، بدأت حركة «إمسك فلول»، التي يقف وراءها شباب مستقلون، في تنشيط حملتها أمس لمطاردة مرشحي الحزب الوطني المنحل، كما فعلت في الجولة الأولى. وإلى حين إعلان الكشوف النهائية للفلول (فردي وقوائم)، في الجولة الثانية للانتخابات، وزّعت الحركة أمس منشورات وبيانات بأسماء المرشحين الفلول في محافظتي الجيزة وأسوان، لتوعيتهم بمخاطر انتخاب بقايا النظام لبرلمان (ما بعد) الثورة.