إسطنبول | منذ حسمت تركيا موقفها من الحركة الاحتجاجية في سوريا، عاد همّ له ما يبرره في التاريخ والجغرافيا ليقلق حكام أنقرة، اسمه الورقة الكردية المحتمل أن توظّفها السلطات السورية ضدّ الجار التركي. ورغم أنّ وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو طمأن، قبل يومين، إلى أن النظام السوري «لن يجرؤ» على استخدام ورقة حزب العمال الكردستاني ضد تركيا، انتشرت تقارير كثيرة في تركيا تحديداً، تفيد بعكس هذا الاطمئنان؛ ففي الفترة الأخيرة، جرى تداول عدد كبير من المعلومات التي ظلّت مصادرها غير مؤكدة، تتحدث عن أنّ «العمال الكردستاني»
، الذي لطالما احتضنته دمشق في حربها الباردة مع تركيا، اتفق مع السلطات السورية على إرسال عدد من عناصره للمساعدة في إخماد الانتفاضة السورية، في مقابل نيل هذا الحزب الكردي قاعدة جديدة له على الجهة السورية من الحدود مع تركيا، في منطقة عين الرسول تحديداً. حتى إن صحفاً تركية عديدة أشارت إلى أن الجيش التركي أرسل فرقاً خاصّة إلى الحدود مع سوريا لاتخاذ إجراءات مشدّدة لمواجهة احتمال تسلُّل عناصر من حزب عبد الله أوجلان إلى داخل المحافظات التركية الحدودية. ويصل الرعب التركي من الخطر الكردي إلى ذروته في تلميح حكام تركيا إلى استعداد دولتهم لإقامة منطقة عازلة داخل سوريا لإخماد هذا الخطر. ووصلت الأمور ببعض الصحف إلى تأكيد أنّ «العمال الكردستاني» ينشر شائعة مفادها أن «المجلس الوطني السوري» لا ينوي الاعتراف بالحقوق القومية لأكراد سوريا في حال سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وذلك بموجب «اتفاق سري مع أنقرة». ويبرّر الإعلام التركي سلوك «الكردستاني» في ترويجه لهذه الشائعة برغبة الحزب الكردي في أن يبقى أكراد سوريا موالين للنظام السوري، أو على الأقل أن لا ينخرطوا في الحركة الساعية إلى إسقاط النظام. وقد تضاربت التفسيرات التي أُعطيَت لتصريح القيادي البارز في «الكردستاني»، مراد كرايلان، حين دعا أكراد سوريا إلى التزوُّد بالسلاح من دون أخذ طرف بين النظام ومعارضيه، حتى يستخدموا هذا السلاح «لإثبات موقفهم» بحسب التطورات المقبلة. وذهبت وجهة التفسيرات التركية في بعض الإعلام التركي نحو التشديد على وجود تنسيق وتعاون بين حزب أوجلان والسلطات السورية، من خلال نشر مضمون رسالة قالت صحف تركية إنها موقعة من أوجلان نفسه وطلب إرسالها إلى الأسد من خلال محاميه، ويعرض فيها الزعيم الكردي على الرئيس السوري المساعدة في إخماد الحركة المعارضة. ويرى البعض أن السلطات التركية استندت إلى هذه الرسالة التي لم تتأكّد صحتها بعد، لتشنّ حملة اعتقالات واسعة النطاق في تشرين الثاني الماضي ضدّ الجناح المديني لـ«الكردستاني»، أي «جمعية المنظمات الكردية»، وطاولت الحملة عدداً من محامي أوجلان بالأخصّ بحجة أن هؤلاء يمرّرون الرسائل السياسية والعسكرية لموكّلهم. وبحسب الرواية التركية، تمكنت القوات الحكومية، خلال حملة الدهم والتفتيش في مكاتب محامي أوجلان، من العثور على رسالة قالت الدوائر الإعلامية المقربة من الحكومة إنها مكتوبة بيد أوجلان نفسه. وبحسب المصادر التركية الموالية، فإنّ الرسالة المذكورة كتبها الزعيم الكردي بعدما خلص إلى أنه «قادر على ملاحظة الرسائل الكردية التي يمررها الرئيس السوري من خلال تصريحاته»، وليقرر بموجب ذلك إيفاد رسالة باسمه إلى الأسد، وذلك في 12 أيار الماضي خلال أحد اجتماعاته مع محاميه في سجنه بجزيرة إمرلي. ووفق الرواية نفسها، قال أوجلان لمحاميه إنّ عائلة الأسد «ليست عدوة للشعب الكردي». ومما جاء في نص الرسالة المزعومة: «آمل أن يكون بشار الأسد ابن ابيه فعلاً، وأن يكرّمه من خلال إعطاء الحقوق للأكراد. أبلغوا رسالة جميلة لسوريا. هناك حديث تلفزيوني للأسد مهم قال فيه إن المسألة الكردية في المنطقة يجب أن تُحَلّ من خلال الحوار. إن الأسد لا يشارك في العنف الممارَس ضد الأكراد مثلما يجري في إيران وتركيا. اكتبوا رسالة له باسمي وقولوا فيها للأسد: وصلتني رسالتك التلفزيونية. إن فكرتك بحل القضية الكردية من خلال مفاوضات إقليمية، مهمة للغاية بالنسبة إلينا، وهذه الفكرة تلائم أفكار والدك الراحل الذي أتذكّره باحترام». وبحسب تقارير إعلامية تركية لم يجرِ التأكد من صحتها، فإنّه خلال أحد اجتماعات أوجلان مع محاميه في 18 أيار الماضي، قال له أحد محاميه إنه أُرسل بعض كوادر «العمال الكردستاني» إلى سوريا بسبب الأوضاع السائدة فيها، فما كان من أوجلان إلا أن أجابهم بـ«أعتقد أنه أُرسل 1000 شخص إلى سوريا. من المهم إرسال عدد كافٍ (من المقاتلين) إلى هناك». وسأل أوجلان محاميه: «هل اتصل هؤلاء الأشخاص بالأسد؟»، فأجابه المحامي بأنه لا يعرف، عندها شدد أوجلان على أهمية تهيئة الشعب (الكردي في سوريا) لحل ديموقراطي، لذلك من الضروري أن يكون هناك عدد كافٍ من الأشخاص (من «العمال الكردستاني») لقيادة المرحلة من خلال المفاوضات». وأخذت وسائل الإعلام التركية مضمون هذه الأحاديث لتأكيد وجود تنسيق بين أوجلان والأسد، ولتجزم بأنّ أهم التظاهرات التي تشهدها سوريا ضد تركيا هذه الأيام يقودها كوادر من «العمال الكردستاني». وفي السياق، رأت الكاتبة ياسمين شونغار من صحيفة «طرف» أنّ النظام السوري يسمح حالياً لحزب «الاتحاد الديموقراطي» (بمثابة الفرع السوري من حزب العمال الكردستاني) بتنظيم دورات تدريس للغة الكردية في سوريا وإطلاق تلفزيون ناطق بهذه اللغة «بهدف إبقاء أكراد سوريا تحت السيطرة». غير أن المشككين برواية دعم «العمال الكردستاني» للنظام السوري كثُر أيضاً؛ فعلى سبيل المثال، يرى الباحث الاستراتيجي في جامعة «توب» التركية، نهاد علي أوزكان، في دردشة مع «الأخبار»، أنّ «العمال الكردستاني يعرف تماماً أنّ النظام السوري سيسقط آجلاً أو عاجلاً، بالتالي لماذا سيلعب مثل هذه اللعبة لإطالة عمره»، معترفاً في الوقت نفسه بأن ما بين 20 و25 في المئة من مقاتلي «العمال الكردستاني» هم سوريو الجنسية، «وهو ما يجعل من موقف الحزب الكردي مؤثراً في الأوضاع السورية، لذلك يجدر مراقبة سلوك أكراد سوريا بعناية فائقة؛ لأنها ستؤثر في مجرى الأحداث في سوريا وفي المنطقة بأكملها». وعن هذا الموضوع، يتوقّع أوزكان أن يتصرف الأكراد «كقوة شديدة التنظيم لتأمين موقع ممتاز لأنفسهم على غرار ما فعله أكراد العراق» بعد سقوط نظام صدام حسين.



مقتل شخص في قاعدة تدريب إسرائيلية

أعلنت السلطات الإسرائيلية، أمس، مقتل شخص أثناء تجربة عسكرية في قاعدة إلياكيم للتدريب شمال فلسطين المحتلة. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن المقتول أصيب بطلق ناري لم يتضح مصدره.
(الأخبار)

اشتباك حول مطار طرابلس

قال قائد قوات أمن مطار طرابلس، أمس، إن معركة بالأسلحة النارية اندلعت الليلة قبل الماضية عندما حاول مسلحون يركبون سيارات تابعة للجيش الوطني الليبي الجديد السيطرة على مطار طرابلس من ميليشيا لها نفوذ.
وقال مختار الأخضر قائد ميليشيا من الزنتان إلى الجنوب الغربي من طرابلس تسيطر على المطار الدولي لرويترز إن مجموعة سيارات اقتربت من نقطة تفتيش على بعد ثلاثة كيلومترات من المطار. وأضاف أن هؤلاء المسلحين قالوا إنهم جاؤوا للسيطرة على الأمن واندلعت بعد ذلك معركة بالأسلحة النارية. وقال إنه لم يسقط قتلى لكن أصيب اثنان من قواته.
(أ ف ب)

الرئيس التركي يتجنب باراك

قاطع الرئيس التركي، عبد الله غول، حفل غداء على هامش مؤتمر دولي في العاصمة النمساوية بسبب حضور وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، فيه. وأعلن مكتب غول أنه طلب قبل المشاركة لائحة بأسماء المشاركين في الحفل الذي أقامه الرئيس النمساوي، هاينتس فيشير، وعندما تبين أن باراك بين المدعوين إليه قرر الرئيس التركي مقاطعته. وقرر أيضاً عدم المشاركة في صورة جماعية للمشاركين في المؤتمر حتى لا يظهر في كادر واحد مع باراك.
(الأخبار)

البحرين: استهداف مقر لحزب الوعد

هاجم متظاهرون موالون للحكومة البحرينية مكاتب حزب «الوعد» المعارض، أول من أمس، ولطخوا البناية بشعارات تدعو إلى طرد الشيعة ومهاجمة إيران.
(رويترز)