أقسمت حكومة الوفاق الوطني، التي ألفها القيادي البارز في المعارضة محمد سالم باسندوة، أول من أمس اليمين الدستورية في القصر الجمهوري بصنعاء، أمام نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي لتولي مهماتها في المرحلة الانتقالية، بالتزامن مع تجدد التظاهرات المناهضة لتأليف الحكومة في صنعاء ومدن أخرى، وسط تعهّد المحتجين مواصلة ما سمّوه «التصعيد الثوري» والاستمرار في الاعتصامات، ولو كلف الأمر البقاء لسنوات. وتضم الحكومة التي أُلفت الأربعاء الماضي، 34 عضواً يمثلون مناصفة المعارضة والمؤتمر الشعبي العام الذي كان يحكم في اليمن. وقال هادي لدى ترؤسه أول اجتماع للحكومة، التي يفترض أن تبقى حتى رحيل الرئيس علي عبد الله صالح عن السلطة المقرر في شباط 2012، إن «اليمن كلها تنتظر من هذه الحكومة توفير كل الظروف لتمكين المواطنين من العيش بسلام وأن تخرجنا إلى بر الأمان، فما نحن فيه ليس سوى مرحلة اكتنفتها المآسي والأحزان وقد حان الوقت لتجاوزها، وحكومة الوفاق هي وسيلتنا في العبور من حالة الفوضى والاضطراب إلى حالة الأمن والاستقرار». من جهته، قال رئيس الحكومة: «نحن هنا لسنا فريقين، بل إخوة، مسؤوليتنا الرئيسية هي إخراج الوطن من حالة الانهيار الاقتصادي والأمني وتحسين حالة الناس المعيشية والإنسانية».
وفي موازاة ذلك، تسلمت الناشطة اليمنية توكل كرمان جائزة نوبل للسلام التي تقاسمتها مع الرئيسة الليبيرية ايلين جونسون سيرليف ومواطنتها ليما غبويي في احتفال أُقيم في أوسلو، لتكريم النساء اللواتي «يحملن نصف السماء».
وانتقدت كرمان، وهي المرأة العربية الأولى التي تتلقى جائزة نوبل للسلام، لامبالاة العالم إزاء الثورة اليمنية، مقارنةً مع الثورات العربية الأخرى. وحذرت، في مقابلة مع «رويترز»، من أن الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح لن يرحل، وأنه يريد دفع البلاد نحو حرب أهلية، مشددةً على أنه «إذا لم يجمد المجتمع الدولي أمواله وأموال أسرته وكبار المسؤولين، فإنه سيستمر في محاولته لجر البلاد إلى حرب أهلية».
من جهةٍ ثانية، أعربت كرمان، في مقابلة مع شبكة «سي أن أن»، عن الأسف لعدم تمكنها من الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في اليمن في شباط 2012. وقالت: «لو ترشحت لنجحت. لكن هل يسمح لي بأن أترشح؟».
في غضون ذلك، يستمر التوتر في محافظة صعدة بعدما أعلنت جماعة الحوثي أمس تعرضها لهجوم عسكري ممن وصفتهم بـ«تجار الحروب» مدعومين من عناصر أجنبية مساندين لجماعة السلفيين. وأفاد بيان لقائد الجماعة عبد الملك الحوثي بأن «مديريتي كتاف والقطعة تعرضتا لعدوان من تجار الحروب مدعومة من جهات خارجية وداخلية معروفة ضمن المؤامرة الأميركية لمواجهة الثورة الشعبية». وقال البيان إن «تلك المجموعات هي عناصر السلطة التي وقفت معها طوال الحروب الست الظالمة في عدوانها علينا»، محملاً «تلك الأطراف التي تقف خلف هذا العدوان المسؤولية الكاملة عما سينتج منه».
وأبدى الحوثي استغرابه من بيان لوزارة الداخلية اليمنية يتهم جماعته بالتمدد العسكري في محافظة المحويت شمال غرب اليمن، وعدّتها اتهامات القصد منها «إمرار مشروع يحاول إيجاد مبررات وذرائع لاستهداف وجودنا الطبيعي تحت مظلة هذه الأكاذيب الواهية».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)