العراق | كثيرة هي التقارير التي تتحدث عن قدرة القوات العراقية الحكومية من عدمها على تسلُّم الأمن الداخلي والخارجي للبلاد، بعد إتمام الانسحاب الأميركي في غضون أيام. ويقول الفريق روبرت كاسلن، مدير مكتب التعاون الأمني في العراق، لوكالة «فرانس برس»، إن «القوات العراقية بنت على مدار السنوات الثماني الماضية قدرات تخولها التعامل مع التهديدات الداخلية، لكن هذه القوات لم تبنِ بعد قدرة تخولها التعامل مع التهديدات الخارجية».
ويبلغ عدد أفراد القوات الأمنية العراقية حالياً نحو 930 ألفاً، بينهم 650 ألف عنصر شرطة، و280 ألف جندي، علماً أن عدد عناصر القوة الجوية والبحرية يبلغ نحو 10 آلاف مقاتل، بحسب الأرقام الحكومية العراقية. في المقابل، يرى مسؤولون أميركيون أن الأرقام الحقيقية أقل من ذلك، حيث يبلغ عدد أفراد الشرطة نحو 450 الفاً، وعدد أفراد الجيش 192 الفاً، فيما يبلغ قوام القوات الخاصة 5100 فرد، والقوات الجوية ستة آلاف فرد، وقوات البحرية ومشاة البحرية 4100 فرد.
وكان رئيس هيئة أركان الجيش العراقي، الفريق بابكير زيباري، قد أعلن في وقت سابق أن القوات العراقية تحتاج إلى سنوات قبل أن تصبح مستعدة على نحو كامل للتعامل مع مسائل الدفاع الخارجي. وبحسب تقرير صدر نهاية تشرين الأول الماضي عن المفتش العام الأميركي الخاص بالعراق لإعادة الإعمار، فإن «زيباري يعتقد أن وزارة الدفاع لن تكون قادرة على تنفيذ كل مهمات الدفاع الخارجي حتى ما بين عامي 2020 و2024». وكان العراق قد تقدم بطلب للحصول على 18 طائرة مقاتلة أميركية من طراز «أف ــ 16»، إلا أنه لا يزال يحتاج إلى سنوات لتسلمها ووضعها في الخدمة.
أما وكالة «رويترز»، فتشير بدورها، إلى أن العراق بجيشه اليوم «لا يضاهي جيوش المنطقة، مثل السعودية وايران وإسرائيل». فبالمقارنة، تملك إسرائيل 417 طائرة مقاتلة أغلبها «أف ــ 16»، فيما تملك السعودية أسطولاً من 245 طائرة، وايران 290، وفقاً لما تقوله مؤسسة «آي إتش إس جينز» للمعلومات الدفاعية. واشترى العراق 140 دبابة من طراز «إم1 ايه1 أبرامز»، ويملك في المجمل 190 دبابة، لكن إسرائيل تملك 2990 وايران 1895. وفي عهد الرئيس الراحل صدام حسين، كان قوام الجيش العراقي 700 ألف جندي، وضمّت القوات الجوية في حينها 40 ألف طيار يقودون مقاتلات «ميراج» الفرنسية، و«ميغ» السوفياتية، غير أن هذا الجيش الذي كان يُعَدّ من أقوى جيوش المنطقة على الإطلاق دُمِّر وسُرّح عناصره في إطار حملة الاجتثاث منذ عام 2003.
(أ ف ب، رويترز)