فيما يواصل المبعوث الأممي جمال بن عمر، مشاوراته مع الأطراف السياسية اليمنية للدفع قدماً باتجاه استمرار تطبيق بنود الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، سجل أمس حادث أمني لافت تمثل في نجاح 16 سجيناً، بينهم عناصر من تنظيم القاعدة، من الفرار من أحد سجون عدن. والتقى بن عمر أمس عدداً من شباب الثورة في ساحة التغيير بصنعاء، مؤكداً لهم «لا حصانة لأي منتهك لحقوق الإنسان ولا مساومة تسمح لأي قاتل بالنجاة من العقاب»، مضيفاً، وفقاً لموقع «المصدر أون لاين»، إن «العدالة الانتقالية ستأتي على كل من شارك في القتل أو الجرائم الإنسانية».
كذلك أكد بن عمر أن صوت الشباب اليمني الموجود في الساحات سيكون مسموعاً لدى مجلس الأمن، منوّهاً إلى أنه بصدد تقديم تقرير شامل يتضمن آراء المحتجين ومطالبهم إلى مجلس الأمن الذي سيعقد اجتماعاً لمناقشة آخر المستجدات في اليمن في 19 من الشهر الجاري.
وجاء اجتماع بن عمر بالمحتجّين في صنعاء بعد لقاءين مماثلين عقدهما في تعز وعدن. وبعد الزيارة القصيرة، التي قام بها بن عمر أول من أمس إلى مدينة تعز، حيث التقى عدداً من ممثلي المحتجين وشدّد أمامهم على أهمية وقف العنف، انتقل المبعوث الأممي إلى محافظة عدن وأجرى عدداً من اللقاءات مع مسؤولين في المحافظة وممثلين عن فصائل ومكونات الحراك الجنوبي المطالبة بانفصال الجنوب، في إشارة إلى احتمال بروز دور دولي قادم في حلّ القضية الجنوبية، وخاصة أنها تأتي بعد يومين من لقاء جمع المبعوث الأممي بزعيم الحركة الاحتجاجية الجنوبية المطالبة بالانفصال حسن باعوم في العاصمة صنعاء، بعد ساعات من إفراج السلطات اليمنية عنه.
ونقلت وكالة «رويترز» عن بن عمر قوله إن مزيداً من العمل مطلوب لإنجاح نقل السلطة، مشدداً على أن «من الضروري أن تشمل العملية السياسية الذين لم يشاركوا مباشرة في المفاوضات التي أدت إلى اتفاق» نقل السلطة. وأوضح أن ذلك يشمل «الحوثيين والحراك الجنوبي والشباب»، مؤكداً أن «جهداً جاداً سوف يتعيّن القيام به لمعالجة مظالمهم».
من جهته، قال القيادي في الحراك الجنوبي ناصر النوبة إن اللقاء مع المبعوث الأممي «يأتي في إطار المساعي الدولية لحل قضية الجنوب»، موضحاً أن بن عمر «استمع لقضيتهم ووعدهم بنقل أفكارهم الى مجلس الأمن والدول الأعضاء التي تملك القرار».
بدوره، أوضح القيادي في الحراك الجنوبي، عبد الحميد شكري، أنه جرى إبلاغ بن عمر أن «الحراك الجنوبي لا علاقة له بالنزاع في الشمال، وأننا مصرّون على مطلب تحرير الأرض والشعب في الجنوب».
وفي السياق، أصيب ناشط في الحراك الجنوبي بجروح عندما فرّقت قوات الشرطة اليمنية تجمعاً لمئات الناشطين فجر أمس في ساحة العروض بحي مكسر في عدن. وقد دهست إحدى عربات الشرطة أحد المحتجين في المخيم، وعمد أفراد الأمن الى نزع الأعلام الجنوبية.
في غضون ذلك، كشف مسؤولون يمنيون أن 16 سجيناً على الأقل، منهم أعضاء في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب فرّوا من سجن في مدينة عدن من خلال حفر نفق يؤدي إلى خارج أسوار السجن، في ثاني عملية هروب كبيرة لأعضاء من القاعدة منذ حزيران، عندما فرّ عشرات من مقاتلي التنظيم من سجن في مدينة المكلا.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)