لخص وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، موقف تل أبيب من الأزمة السورية، خلال كلمة ألقاها في العاصمة النمساوية فيينا أول من أمس، مشيراً إلى أن «سقوط (الرئيس السوري) بشار الأسد، سيكون نعمة لمنطقة الشرق الأوسط». وكرر باراك تنبؤات قديمة جديدة كان قد أطلقها في الماضي، بأن «حكم الأسد قريب من نهايته»، لكنه أكد في المقابل أنه «لن يكون ممكناً معرفة مصير الحكم في سوريا بعد الأسد»، رغم تشديده من جديد، على أن «السقوط سيكون ضربة موجهة إلى محور إيران وحزب الله». ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي أقوال باراك، الذي أضاف: «نشهد في الأيام الأخيرة معارك بين الموالين للأسد وقوات الثوار، الأمر الذي يعني تدهور وضعه»، مشيراً إلى أن «أيام نظام عائلة الأسد باتت معدودة، وخلال أسابيع ستنتهي هذه العائلة، ولن يستطيع الأسد الصمود، وسينتهي هذا النظام ويسقط».
من جهته، بارك الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، الجهود المبذولة من الجامعة العربية ضد سوريا، وأشار في حديث لقناة الـ(سي أن أن) الأميركية، إلى أن «نهاية الرئيس الأسد ستكون شبيهة بنهاية الزعيم معمر القذافي»، مضيفاً أنه يرى في قرارات الجامعة العربية ضد الأسد «قرارات شجاعة ومهمة».
وفي ما يكشف عن تباين في التقدير الإسرائيلي للواقع السوري ومآلاته، حركت تصريحات باراك سلسلة من التعليقات الإسرائيلية المضادة؛ إذ أكد نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، في مقابلة مع صحيفة «معاريف»، أنه «ما دام الأسد يتلقى مساعدة كبيرة، عسكرية ومالية من إيران، وما دام المجتمع الدولي لا قدرة له على التدخل بفاعلية في سوريا، فمن الصعب معرفة كم من الوقت سيبقى نظامه»، مضيفاً أنه «بحسب تقديري، يستطيع (الأسد) أن يبقى وقتاً طويلاً». أما نائب رئيس الكنيست، مجلي وهبي، فأكد في حديث لإذاعة الجيش أمس، أن «النظام السوري لن يسقط خلال أسابيع؛ إذ لم يستخدم بشار الأسد إلا 25 بالمئة من الجيش السوري في الأحداث»، لكنه لم ينف إمكان إسقاط الأسد «إن قدمت الدول مساندة ودعماً اقتصادياً وعسكرياً للمعارضة السورية».
من جهته، أعلن نائب وزير تطوير الجليل والنقب في الحكومة الإسرائيلية، عضو الكنيست عن حزب الليكود، أيوب قرّا، أنه «يجب أن تنضم إسرائيل إلى الدول الغربية، وفي مقدمتها فرنسا، التي تقدم مساعدات إنسانية للشعب في سوريا»، مشيراً، في حديث للقناة السابعة الإسرائيلية أمس، إلى أنه تحدث في ذلك مع نتنياهو، الذي شدد بدوره على «وجوب دراسة هذه الفكرة بإمعان». وبحسب قرّا «يجب عدم تجاهل تصريحات أقطاب المعارضة السورية الذين قالوا إن سوريا ستقطع علاقاتها بإيران، بعد سقوط نظام بشار الأسد».
وحذر الرئيس السابق لجهاز الموساد، أفرايم هاليفي، من تسرب السلاح غير التقليدي في سوريا، إلى أيدٍ معادية لإسرائيل، مشيراً في لقاء خاص مع إذاعة الجيش إلى أن «هناك أهمية قصوى لدراسة كيف سيخلي الأسد مكانه وفي أي ظروف، والمسألة لا تتعلق بكون سوريا حليفاً لإيران، أو لأنها دولة محاذية لإسرائيل، بل لأنها تملك قدرات عسكرية في المجال غير التقليدي». وبحسب هاليفي «توجد أسئلة من العيار الثقيل، بشأن من سيحكم في اليوم الذي يلي الأسد، وهل سيكون بالفعل نظام في سوريا بعد سقوطه؟».
وعلقت صحيفة «إسرائيل اليوم»، المقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على الموقف الأخير لقادة حلف الأطلسي، بعدم التحرك عسكرياً ضد سوريا، وذكرت أن «الموقف النقيض الذي اتخذه الأطلسي من ليبيا، كان ناجماً عن تكامل مجموعة من الظروف، من بينها قرب ليبيا من أوروبا والاحتياطات الضخمة من النفط في هذه الدولة. أما سوريا، فقصة أخرى؛ إذ لديها علاقات وثيقة مع إيران، وأي نشاط عسكري قد يؤدي إلى إشعال المنطقة»، مضيفة أن «الغرب يميل إلى قطع العلاقة مع الثورة السورية، وعدم التقرّب منها، بل إن واشنطن أعادت سفيرها إلى دمشق، وبعدها تأتي خطوة مماثلة من فرنسا».
بدورها، شددت صحيفة «هآرتس» على الدور الموكل إلى «الجيش السوري الحر»، وأشارت إلى أن هذا الجيش يعمل بنحو مبادر إليه ضد الجيش السوري الرسمي؛ «إذ لديه جدول أعمال خاص، ليس دفاعياً فقط، واستراتيجيته الجديدة هي زيادة عدد قتلى الجيش السوري إلى مستوى لن تكون فيه للدول الغربية والعربية أي ذريعة لعدم التدخل في سوريا».