بموازاة الاهتمام الدولي بالتطورات التي تشهدها المنطقة العربية، تحاول الرباعية الدولية الالتفاف على الحدث العربي من خلال محاولة دفع المسار الفلسطيني الإسرائيلي، انطلاقاً من رؤية سائدة في العالم الغربي، ويرفضها اليمين الإسرائيلي بأن التوصل الى تسوية على هذا المسار يساعد الإدارة الأميركية في احتواء ما يجري في العالم العربي عامة، ومصر خاصة. وفي السياق، كشفت تقارير اسرائيلية، أمس، عن جولة ثالثة من محادثات السلام برعاية الرباعية الدولية ستجرى يوم غد في القدس المحتلة، تزامناً مع استمرار التوسع الاستيطاني الاسرائيلي مع صدور قرار أخير ببناء المزيد من الأحياء الاستيطانية. وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية إن جولة ثالثة من محادثات السلام المنفصلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين تجريها اللجنة الرباعية، المشكّلة من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، في مدينة القدس المحتلة، حيث سيتم طرح خطة عمل خلال لقاء منفصل مع المفاوض الإسرائيلي، إسحاق مولخو، ونظيره الفلسطيني صائب عريقات يوم غد الأربعاء. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين تأكيدهم أنّ إسرائيل مستعدة لاستئناف المحادثات المباشرة انطلاقاً من أن الوقت مناسب لذلك، لكن المتحدث باسم رئيس الوزراء نتنياهو، مارك ريغيف، قال إن «اللجنة الرباعية أبلغت إسرائيل بأن الفلسطينيين غير مستعدين للجلوس على طاولة المفاوضات من دون الوقف التام للاستيطان»، معرباً عن استغرابه من هذا الموقف، رغم هدفهم المعلن بدعم السلام والمصالحة مع إسرائيل.
بموازاة ذلك، أعرب السفير الاميركي في تل أبيب عن تأييده لموقف إسرائيل من المفاوضات، داعياً الطرفين الى تقديم الاقتراحات لبعضهم البعض في محادثات مباشرة من دون الرجوع الى اللجنة الرباعية.
بدورها، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن ديوان نتنياهو دعا السلطة الفلسطينية إلى استئناف المفاوضات المباشرة، لكنها رفضت ذلك. وأوضحت أن الرفض تضمّن الإصرار «على ضرورة وقف البناء الاستيطاني والإفراج عن المزيد من السجناء». وذكرت أن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي أعرب عن أسفه لهذا الموقف الفلسطيني.
في هذه الأثناء، أفادت صحيفة «هآرتس» بأن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وعلى رأسها وزير الأمن إيهود باراك، صادقت على إنشاء حي استيطاني جديد ومزرعة بالقرب من مستوطنة «إفرات»، الأمر الذي سيؤدي عملياً الى توسيع «غوش عصيون» في الاتجاه الشمالي والشمالي الشرقي. ومع اكتمال هذه البؤر الاستيطانية، فإن الاستيطان في شمال «غوش عصيون» سيصل تماماً حتى أطراف الضواحي الجنوبية من بيت لحم. واعتبر رئيس مجلس مجلس «أفرات»، عوديد رفيفي، أن «القرار بالمصادقة على البناء غير كاف».
ولفتت الصحيفة الى أنّ الحي الاستيطاني الجديد سيضم أربعين منزلاً سيجري بناؤها في الموقع المعروف بـ«تلة هداغان» المحاذية لمخيم الدهيشة وقرية الخضر جنوب بيت لحم. وبحسب «هآرتس»، فإن بناء الحي يهدف الى الحفاظ على مزيد من الأراضي لمصلحة «إفرات» في المستقبل. ومستوطنة «إفرات» مبنيّة على سلسلة تلال شرقي طريق 60، الذي يربط المدن الفلسطينية في الضفة. ووفقاً للصحيفة، لقد صوّت نحو 40 في المئة من سكان المستوطنة، لمصلحة حزب «الليكود»، الذي يتزعمه نتنياهو، في الانتخابات الأخيرة. كما جال كل وزراء «الليكود» في «أفرات» وأعربوا عن تأييدهم للبناء في هذا المكان.
أما «تلة هداغان»، فتقع على بعد مئات الأمتار عن مخيم لاجئي الدهيشة، وعن الخضر جنوبي بيت لحم. وكان قد خطط لها كحي يضمّ 500 وحدة سكنية وحصلت على المصادقات اللازمة وذلك منذ التسعينيات، لكنها لم تخرج الى حيّز التنفيذ، في نهاية المطاف، بسبب ظروف سياسية وبيروقراطية.