لم تنتظر «كتائب القسّام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، كثيراً لتعلق على حادثة اختطاف أربعة من عناصرها في سيناء منذ يومين بعد سفرهم عبر معبر رفح. ففي احتفال أقامته الكتائب إحياءً لذكرى مرور عام على استشهاد ثلاثة من قادتها في رفح (محمد برهوم، ومحمد أبو شمالة، ورائد العطار)، قال متحدث عسكري باسم «القسام»، إنه «لا يمكن القسام أن يمر مرور الكرام على ما حدث مع أبنائنا في سيناء... سنلتزم الصمت أمام اختطاف المجاهدين في سيناء، وأفعالنا ستشهد على ذلك، والكلمة هي لكتائب الشهيد عز الدين القسام».
وواضح أن المتحدث لم يهاجم السلطات المصرية ولم يتهم أحداً، فاتحاً بذلك المجال أمام أي محاولة لإعادة المختطفين. لكنه أكد أن «هذا الحدث بتفاصيله وجزئياته بين يدي كتائب القسام وقيادتها».
وفي البحث عن «الكلمة» التي ستدلي بها «القسام» كما قالت، فإن مصادر أمنية في غزة قالت لمراسلنا (يوسف بشير)، إن الكتائب حذرت من تعرض حياة المختطفين للخطر، مضيفة أن «التهدئة مع الاحتلال (برعاية مصرية) لن تكون ذات قيمة إذا قتل العناصر» المخطوفون، وأن المصريين قد بلغوا بذلك.
النائب في المجلس التشريعي عن «حماس»، يوسف الشرافي، حمّل من جهته القاهرة «المسؤولية بصورة أساسية عن حياة المختطفين»، مؤكداً أن حركته تتواصل مع مصر «وهناك حديث بهذا الشأن» دون أن يذكر مزيداً من التفاصيل. وأضاف الشرافي لـ«الأخبار»، أن المخطوفين «دخلوا مصر عبر منفذ رفح البري بطريقة رسمية ودون أي خلل، ودخلوا الأراضي المصرية وتم خطفهم في سيناء بطريقة مريبة، لذلك مصر تتحمل مسؤوليتهم».
أما عن صمت رام الله في هذا الموضوع، فأكد مصدر في السلطة الفلسطينية أن الأخيرة تنتنظر رد فعل مصر رسمياً «حتى تدلي بدلوها». وذكر المصدر أن «الخارجية الفلسطينية ومفوضية العلاقات الخارجية في حركة فتح تنتظر الرواية الرسمية المصرية لتقرر السلطة كيف ترد على الخطف».
في الوقت نفسه، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، بنشر جيش الاحتلال خمس بطاريات من منظومة القبة الحديدية في المناطق الجنوبية تحسباً لإطلاق صواريخ.
في سياق آخر، أكد المتحدث العسكري باسم «القسام»، خلال الحفل نفسه أن «صبر الأسرى الرجال لن يطول كثيراً وأن قيدهم سيُكسر بإذن الله عمّا قريب». وقال: «أركان العدو ستُزلزل حينما تتكشف الحقائق التي يحاول جاهداً إخفاءها عن جمهوره».
إلى ذلك، وبعد إغلاق السلطات المصرية معبر رفح مساء أول من أمس، قالت وزارة الداخلية في غزة (تديرها «حماس»)، إن نحو 17 ألف حالة إنسانية مسجلة لديها، تحتاج السفر عبر معبر رفح الحدودي الواصل بين القطاع ومصر.
وأضاف المتحدث باسم الوزارة إياد البزم، في بيان أمس، أن «نحو ثلاثة آلاف حالة إنسانية تمكّنت من المغادرة خلال أربعة أيام من فتح المعبر، فيما وصل 3178 عالقاً من الجانب المصري». ولفت إلى أن «السلطات المصرية منعت 146 مواطناً من السفر»، مشيراً إلى أنه لا تتوافر «معلومات جديدة عن فتح المعبر خلال الأيام المقبلة».
لكن، من المقرر أن تعيد السلطات المصرية فتح معبر رفح مطلع أيلول المقبل لسفر حجاج غزة، وهو ما أعلنه مدير الجانب الفلسطيني من المعبر، خالد الشاعر، في تصريح سابق، حينما قال إن «السلطات المصرية أبلغت الجانب الفلسطيني بأنها ستفتح المعبر رسمياً، أيام السابع، والثامن، والتاسع، من الشهر المقبل، أمام المسافرين إلى المملكة السعودية».
(الأخبار، الأناضول)