بينما يبدأ «المجلس الوطني السوري»، اليوم، اجتماعاته في تونس من ضمن أعمال مؤتمره الأول الذي ينتهي يوم الأحد، رسمت الإدارة الأميركية خطة التحرك المقبلة التي ترى أن على المعارضة السورية في الخارج انتهاجها ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. خطة كشف النقاب عنها منسّق الشؤون الإقليمية في وزارة الخارجية الأميركية فريدريك هوف، حين دعا المعارضة السورية إلى ضرورة التنسيق مع جامعة الدول العربية، معلناً أن «المعارضة ستتوجه إلى القاهرة حاملةً خطة للمرحلة الانتقالية، وتتضمن دوراً كبيراً للجامعة لتقديم أحد أشكال اللجوء الآمن للنظام». ورأى هوف أن أحد أسس التحرك المقبل يتمثل في خلخلة الدعم الذي يلقاه الأسد من «الأقليات» في المجتمع السوري. لذلك، دعا هوف المعارضة إلى التواصل مع هذه الأقليات، «لا سيما المسيحيين، للإجابة عن هواجسها التي يغذيها ويختبئ وراءها النظام».

وتابع «ما دام هذا النظام في السلطة، فإنّ الفرص كبيرة لأن تغرق سوريا في عنف طائفي دموي». كذلك حذّر المعارضة من الانزلاق إلى نزاع مسلح، مشدّداً على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة. وفي السياق، أشار إلى أنّ الصراع المسلَّح «يصبّ في مصلحة النظام، لذلك لا يمكننا استبعاد الاحتمال القوي أن يقرر السير في هذه الوجهة».
أما على صعيد اجتماع تونس، فقد أوضح القيادي في «المجلس الوطني السوري»، عبد الله تركماني، أن المؤتمر الأول الذي يرأسه برهان غليون في أحد فنادق مدينة «قمرت» السياحية شمال تونس العاصمة، بمشاركة نحو 200 معارض وحقوقي سوري، «لن يطالب بتدخل عسكري دولي في سوريا، بل بتوفير حماية دولية للشعب». ورأى تركماني أن عقد أول مؤتمر لـ«لمجلس الوطني السوري» في تونس يكتسي «بُعداً رمزياً»، على قاعدة أن تونس «دشّنت ربيع الثورات العربية»، كاشفاً عن أن السلطات التونسية الجديدة وأحزاب المعارضة والمنظمات الأهلية في البلاد رحّبت بعقد المؤتمر في تونس. كذلك أوضح أن الرئيس التونسي الجديد المنصف المرزوقي ودبلوماسيين وحقوقيين عرباً وأجانب معتمدين في تونس سيحضرون افتتاح الاجتماع اليوم، على أن تتواصل أعمال المؤتمر بنحو مغلق يومي غد وبعد غد. ولفت إلى أنه سيُعقد مؤتمر صحافي يوم الاثنين في 19 من الشهر الجاري لتسليط الضوء على ما تضمنه المؤتمر.
(الأخبار)