جاء افتتاح المؤتمر الأول لـ «المجلس الوطني السوري»، في تونس، أمس، مثلما كان يشتهيه قادة المعارضة السورية المنضوية في هذا التنظيم، بحضور الرئيس التونسي الجديد المنصف المرزوقي، الذي استبق خطوة مشاركته في الافتتاح، بالتأكيد على رفضه أيّ تدخل خارجي لحل الأزمة السورية. وبحسب حديث للرئيس الحالي لـ «المجلس»، برهان غليون مع فضائية «العربية»، فإنّ الاجتماع الذي ينتهي غداً الأحد، «يهدف إلى مناقشة الخط السياسي العام من أجل إيجاد صيغة موحّدة تشمل أطراف المعارضة السورية»، الساعية إلى نيل اعتراف دولي بها كسلطة شرعية بديلة عن نظام الرئيس بشار الأسد.
وافتُتح المؤتمر في الضاحية الشمالية من العاصمة التونسية في فندق كبير في منطقة قمرت، بمشاركة نحو 200 معارض سوري. وقد وزع المعارضون المشاركون في الاجتماعات على ثماني لجان للعمل على حماية المدنيين وقضايا حقوق الإنسان والعلاقات الخارجية واتصالات المعارضة. وفور انتهاء الافتتاح الرسمي، استُبعد الصحافيون من الاجتماع المغلق. ووصل الرئيس التونسي المنصف المرزوقي إلى مكان الاجتماع، حيث استقبله غليون. ومن المقرر أن يعقد المشاركون في المؤتمر جلسات مغلقة طيلة هذين اليومين، قبل عقد مؤتمر صحافي يوم الاثنين.
وعشية بدء اجتماعات «المجلس الوطني»، قال غليون إن «الأسد انتهى وسوريا ستصبح ديموقراطية، والشعب سيكون حراً مهما كان الثمن». وأوضح أن هذا الاجتماع يهدف إلى تحقيق «تنسيق وتنظيم المعارضة لوقف القتل اليومي الذي يمارسه النظام»، مشيراً إلى ضرورة «توحيد المعارضة لإعطائها مزيداً من القوة». ورداً على سؤال عن التدخل الخارجي، اكتفى غليون بالتأكيد أنه «يجب مناقشة الخيارات مع مجلس الأمن الدولي».
وكان المرزوقي قد لفت، في مقابلة مع قناة «فرانس 24»، إلى أنه يعارض التدخل الأجنبي في سوريا، قائلاً «قلبي مع سوريا وتضامني معها. آسف لأن الأمور انزلقت نحو العنف، وبدأت قصة التدخل الأجنبي. أنا طبعاً ضد التدخل الأجنبي». وأضاف «أتمنى أن يتوحد أشقاؤنا السوريون في الداخل والخارج، وأن يقوموا بدورهم حتى تبقى الثورة ديموقراطية سلمية لا طائفية وبدون تدخل أجنبي»، داعياً المسؤولين السوريين إلى «أخذ العبرة مما حدث في ليبيا». وعن هذا الموضوع قال «أهيب بالمسؤولين السوريين أن يتعظوا بما وقع في ليبيا. فالمعركة خاسرة سلفاً، وهم يسبحون ضد التيار»، كما أعرب الرئيس التونسي المؤقت عن تأييده لمخرج سلمي للأزمة في سوريا، ومنح رئيسها بشار الأسد حق اللجوء. ورأى في هذا الصدد أنه «من الممكن أن نجد مخرجاً مثلاً حق لجوء العائلة (الحاكمة في سوريا) إلى روسيا أو إلى أي بلد آخر، المهم أن نجد منفذاً ومخرجاً لحقن الدماء»، مضيفاً «إن الحياة أهم من العدالة».
وبعيداً عن سوريا، كشف المرزوقي أن أول زيارة له إلى الخارج ستكون ليبيا، ثاني أهم شريك تجاري لبلاده، مبرراً اختياره هذا باعتبار أن «تونس بأمسّ الحاجة الى ليبيا، كما هي بأمسّ الحاجة لتونس»، في إشارة الى حاجة تونس لحل مشكلة البطالة خصوصاً، وحاجة ليبيا إلى الخبرات التونسية لإعادة إعمار البلاد.
(الأخبار، أ ف ب)