رفضت إسرائيل أمس، ما ورد في وكالات الأنباء اليهودية في أوروبا، عن مساع تجريها تل أبيب مع المجلس الانتقالي الليبي، بشأن فتح سفارة إسرائيلية في طرابلس الغرب، وسط تأكيد من «التنظيم العالمي ليهود ليبيا»، أن الخبر يستند إلى أساس محتمل من الصحة. إلا أن المرشح لتولي منصب أول سفير إسرائيلي في ليبيا، بحسب الأنباء اليهودية، أرسلان أبو راكون، قال إن الأنباء تستند إلى تقرير نشر في الصفحات الaإخبارية على الإنترنت، و«لا فكرة لدي من أين تأتي هذه الأخبار»، مشيراً إلى موقع «walla» الإخباري العبري على الإنترنت، ومعتبراً أن «ما نُشر من معلومات عن بناء علاقات دبلوماسية في ليبيا، وتعييني سفيراً لإسرائيل هناك، هي معلومات خاطئة، رغم أملي بافتتاح سفارات إسرائيلية في دول عربية».
بدورها، عبّرت مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية عن استغرابها من «الأخبار العارية من الصحة»، مشيرة إلى أن «الوزارة لا تملك معلومات عن أي أخبار تتعلق باتصالات تُجرى مع جهات ليبية رسمية». وقال المتحدث باسم الوزارة، يغآل فلمور، أنه «لا أساس لكل ما ينشر في الإعلام» بشأن العلاقات مع ليبيا.
في مقابل ذلك، نقل الموقع الإسرائيلي تأكيدات عن مصادر في «التنظيم العالمي ليهود ليبيا»، ومقره في «أور يهودا» في وسط إسرائيل، أن «للخبر أساساً محتملاً من الصحّة؛ إذ في الأسابيع الأخيرة، يجري ممثل باسم التنظيم في الولايات المتحدة، دافيد غربي، اتصالات مع جهات في المجلس الانتقالي الليبي، لتعزيز العلاقات مع الحكم المؤقت في ليبيا». وقال رئيس التنظيم، مائير كحلون، في حديث للموقع، إن «اليهود الليبيين يعتقدون أن الشعب الليبي يستطيع أن يكون متمدناً وديموقراطياً وحراً، إن لم تكن حكومته متعصبة مثل الحكومة السابقة»، وادعى أن «الأملاك اليهودية في ليبيا تقدر بنحو 75 مليار دولار، وهو ما يجب على السلطات الليبية إعادته». ويوضح كحلون أن يهود ليبيا أعربوا عن دعمهم للثوار، كذلك فإن «ممثلي الثوار أعربوا أيضاً عن رغبتهم في تحسين العلاقات مع إسرائيل»، مؤكداً أن «أحد متحدثي المعارضة، أحمد شباني، طلب من إسرائيل المساعدة في إسقاط (الزعيم الليبي الراحل معمر ) القذافي، ومن جهتنا، أرسلنا رسالة إلى رئيس المجلس الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، عرضنا فيها المساعدة في إقامة النظام الجديد».
إلى ذلك، أشار الفيلسوف الفرنسي، برنار هنري ليفي، في مقابلة مع صحيفة «إسرائيل اليوم»، إلى أن هاتفه استخدم في 21 آذار الماضي، لنقل إحداثيات دقيقة للقصف ولتسلم لائحة بالأهداف المعدة للهجوم، عشية المعركة الأخيرة لإسقاط العاصمة الليبية طرابلس. وروى ليفي كيف أنه أخطأ في الطريقة التي عمل عليها، للتقارب بين ليبيا الجديدة وإسرائيل. وقال إنه في نهاية أيار الماضي، تلقيت اتصالاً هاتفياً من أحد رجال الاتصال في ليبيا، طلب مني نقل رسالة إلى «أصدقائك الإسرائيليين، بأن ليبيا لن تكون معادية لهم».
وفي اليوم التالي، توجه ليفي إلى إسرائيل، والتقى برئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، وصاغا معاً بياناً أُصدر في أعقاب لقاء الأخير بوزير الخارجية الفرنسي، ألان جوبيه، جاء فيه أن «إسرائيل تأمل أنه عندما تتألف حكومة ليبية جديدة، أن تدفع السلام والأمن قدماً في المنطقة». وكشف ليفي أنه طلب من أصدقائه في المجلس الانتقالي الليبي العمل على أن لا تضم الحكومة الجديدة أي إسلاميين، و«هذا ما حصل في نهاية المطاف».
من جهة أخرى، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، لويس مورينو أوكامبو: «أعتقد أن الطريقة التي قتل بها السيد (معمر) القذافي تثير الشكوك في كونها من جرائم الحرب»، بعدما اعتقله الثوار وقتلوه في تشرين الأول الماضي. وأضاف: «أعتقد أن هذه قضية مهمة للغاية. نرفع هذه المخاوف إلى السلطات الدولية، وهي تضع خطة استراتيجية شاملة للتحقيق في كل هذه الجرائم».
(الأخبار، أ ف ب)