لقي رئيس جنوب السودان، سيلفا كير ميارديت، احتفاءً ملحوظاً في أول زيارة له لإسرائيل التي نسب إليها الفضل في نشوء دولته الوليدة، فيما أعلنت الأخيرة أنها تخطط للتعاون الاقتصادي مع الدولة الوليدة. واجتمع الرئيس الأفريقي بنظيره الإسرائيلي شمعون بيريز، في لقاء وصفته وسائل الإعلام العبرية بالتاريخي. وأعاد بيريز أمام ضيفه الحديث عن قِدَم العلاقات بين تل أبيب وجنوب السودان، لافتاً إلى أنها تعود إلى ستينيات القرن الماضي. وأوضح أن الاتصال الإسرائيلي الأول مع مسؤولين محليين من جنوب السودان حصل في باريس مع رئيس الحكومة الإسرائيلية في حينه، ليفي أشكول. وخاطب بيريز سيلفا كير قائلاً «كنت نائب وزير الدفاع في حينه، وقد قدمنا لكم مساعدات في مجال الزراعة والبنى التحتية»، مشدداً على استمرار الدعم «في كافة المجالات»، الذي ستقدمه تل أبيب لجنوب السودان التي «هي بالنسبة إلينا معلم في تاريخ الشرق الأوسط». من جهته، أعرب ميارديت عن سعادته «بالوصول إلى الأرض الموعودة»، مشيراً إلى «الدعم الإسرائيلي الدائم للشعب السوداني». وقال «لولاكم لما كانت دولتنا تأسّست. لقد ناضلتم إلى جانبنا من أجل إقامة دولة جنوب السودان». وشدد على «العمل مستقبلاً يداً بيد مع إسرائيل من أجل تعزيز وتعميق العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين»، معرباً عن اهتمام بلاده بتوسيع التعاون مع إسرائيل في مجالات البنى التحتية والزراعة والمياه.
كذلك التقى سيلفا كير كلاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود باراك. وأصدر مكتب نتنياهو بياناً بعد اللقاء أعلن فيه الاتفاق على أن يزور وفد إسرائيلي قريباً جنوب السودان من أجل بحث سبل تقديم المساعدة إلى «الشعب الذي عانى كثيراً في الأعوام الأخيرة»، فيما أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن نتنياهو بحث مع ضيفه الأفريقي قضية اللاجئين من أصل جنوب سوداني في إسرائيل، طالباً منه المساعدة على إعادتهم.
من جهته، رأى نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، أن زيارة ميارديت تعكس الصداقة العميقة والشراكة الطبيعية بين إسرائيل وجنوب السودان، مشدداً على أن «العلاقات بين البلدين سوف تستمر بالنمو».
من جهةٍ ثانية، أعلن نائب رئيس جنوب السودان، ريك مشار، مقتل القائد العسكري لمتمرّدي جنوب السودان جورج اتور خلال اشتباك بين دورية حدودية للجيش السوداني الجنوبي و«عناصر» كانوا يرافقون الزعيم المتمرّد في منطقة موروبي كاونتي أول من أمس. ودعا أنصار اتور إلى القبول بالهدنة والعفو اللذين أعلنتهما دولة جنوب السودان عندما استقلت عن الخرطوم.