أعلن نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، موشيه يعلون، في حديث للقناة الأولى الإسرائيلية، أمس، أن الرئيس السوري بشار الأسد، الذي خسر شرعيته، يقترب من نهاية حكمه، لكنه أكّد قائلاً: «إنني لا أعلم متى سيتحقق ذلك». وقال يعلون إن «الأسد خسر شرعيته، ويواصل خسارتها، أي إن مسألة سقوطه هي مسألة وقت»، مضيفاً أن «دول الجوار وتركيا، والجامعة العربية، وجهات في العالم الغربي، تدرك جيداً أن الأسد يقترب من النهاية». مع ذلك استدرك قائلاً: «لا أدري إن كانت المسألة ستستغرق أسابيع أو أشهراً، لكنها بالتأكيد لن تستغرق سنوات». وردّاً على سؤال عن إمكان أن يُشعل الأسد الحدود الشمالية إن شعر بأن ظهره للحائط، أجاب يعلون بأنه «سيرتكب خطأً كبيراً إذا ما قام بذلك، وأعتقد أنه يدرك هذه المسألة جيداً، وقد مر بعدة اختبارات في السنوات الأخيرة، حيث ظهرت أسباب جيدة لمهاجمة دولة إسرائيل (من قبله)، لكنه لم يقدم على ذلك، وهذا يعني أنه مرتدع». وأشار إلى أن مصلحة إسرائيل على المدى الطويل «هي أن ترى الديموقراطية تعم من حولها؛ لأن من شأنها أن تصعّب إشعال الحروب. لكن لن نكون سذجاً؛ فالانتخابات لن تعني الديموقراطية؛ لأنها تتطلب البدء بالتربية والتعليم والحرية وحقوق الإنسان». وأضاف أنهم «في الغرب يعملون على الاستقرار في كل مكان، ويريدون أنظمة متوافقاً عليها، لكن يصعب أن يكون هناك ديموقراطيات حقيقية أو أنظمة مستقرة في المنطقة، خلال الفترة القريبة المقبلة».
وفي السياق، أكّدت صحيفة «معاريف» أن «المرحلة باتت مناسبة من ناحية إسرائيل لتوضح موقفها الرسمي تجاه ما يحصل في سوريا، وعلى الحكومة الإسرائيلية أن تبارك علناً المتظاهرين ضد نظام الأسد»، مشيرة إلى أن «الإعلان الإسرائيلي الرسمي يجب أن يصل سريعاً، قبل سقوط الأسد لا في أعقابه، وإلا فستبدو إسرائيل كجهة تنتهز الفرصة».
وبحسب الصحيفة «يجب عدم الخوف من ردود الأفعال، ذلك أن النظام الجديد لن يثير الخوف، فالأسد عاد بالسوء علينا وعلى الشعب السوري، وكلما أسرع بالرحيل، كان أفضل للجميع». ورأت أن «الأسئلة المهمة لا تتعلق بالمصير الشخصي للرئيس السوري، بل باستعدادات لاعبين آخرين في المنطقة، لمرحلة ما بعد تغيير النظام»، مشيرة إلى أن «سوريا دولة رئيسية، وأي تغيير عميق فيها، من شأنه أن يجر خلفه تداعيات قد تُلمس آثارها في جميع أنحاء الشرق الأوسط».
ورأت الصحيفة أن «الأردن وتركيا أدارا ظهريهما لسوريا، منذ أن دعم رئيس الحكومة التركي، رجب طيب أردوغان، الثورة في سوريا، ومن اللحظة الأولى لانطلاقتها؛ إذ أمل حدوث تحوّل سريع وأن يتبع النظام الجديد تركيا»، مضيفة أن «القلق الغريزي لدى إسرائيل حيال الأتراك يجب ألا يتحول إلى مشكلة؛ لأن وصاية تركيا على النظام في سوريا أفضل بعشرات المرات من عناق الدب الإيراني لهذا البلد».
وبالنسبة إلى حزب الله، أشارت الصحيفة إلى أن الضربة في أعقاب سقوط النظام في سوريا ستكون قاسية جداً و«لا يُستبعد أن يقدم الحزب على ترسيخ سيطرته في لبنان، في أسرع وقت ممكن». ولامت الصحيفة «الكثيرين في الأسرة الدولية، الذين قدروا أن الجامعة العربية قد تفشل في إحداث تغيير في سوريا»، مشيرة إلى أن «الجامعة العربية ليست ذراعاً عملية، وما يمكنها القيام به هو أن تمنح الشرعية للتدخل الدبلوماسي والعسكري الغربي، وهذا ما حصل في حرب العراق الأولى، وأخيراً في ليبيا»، وخلصت إلى أن «الجامعة العربية ترسل إشارات بكل الوسائل المتوافرة لديها بأنها تنظر بعين الرضى إلى التدخل ضد الأسد، لكن العالم اختار عدم الإنصات إليها».
إلى ذلك، حذر رئيس مركز موشيه دايان للدراسات الاستراتيجية، الباحث في شؤون الشرق الأوسط، عوزي روبي، من التمادي في التفاؤل بشأن حجم الخسارة الإيرانية في المنطقة، في حال سقوط النظام في سوريا، مشيراً إلى أن «العراق، النقطة المركزية في الشرق الأوسط، قادر من ناحية إيران على أن يكون بديلاً مناسباً أكثر من سوريا، في مرحلة ما بعد بشار».