أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن تل أبيب تراجعت «لأسباب سياسية» عن تنفيذ صفقة عسكرية كانت قد أبرمتها مع أنقرة، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من تدهور العلاقات بين الجانبين. وذكر موقع «Israel Deffense» المتخصص بالشؤون الأمنية والعسكرية أمس أن وزارة الدفاع الإسرائيلية أصدرت تعليمات لشركتي تصنيع حربي إسرائيليتين بإلغاء عقد كان قد تم توقيعه مع تركيا عام 2009 لتزويدها بمنظومات استخبارية جوية تتضمن تكنولوجيا إلكتروبصرية متطورة وتكنولوجيا رادارية من طراز SAR. وبحسب الموقع، فإن الاتفاق، الذي تبلغ قيمته 140 مليون دولار أميركي، أبرم بين السلطات التركية وشركتي «ألتا» و «أل أوب» الإسرائيليتين وينص على تزويد سلاح الجو التركي بعدد من منظومات «LOROP» التي تُنصب على المقاتلات الحربية وتُستخدم للتصوير الاستخباري وتعد في غاية التطور التقني لقدرتها على مسح عشرات الكيلومترات المربعة بنحو دقيق من مسافة تزيد على مئة كيلومتر وفي مختلف الظروف الجوية. وتمتاز هذه المنظومات بأنها تسمح بمراقبة ساحة الجهة المعادية من دون أن تحتاج الطائرات إلى اجتياز الحدود أو تضطر إلى التحليق على ارتفاع عشرات آلاف الأقدام لتتمكن من التملص من الدفاعات الجوية المعادية.
ونقلت صحيفة «غلوبس» عن مصادر أمنية مطلعة قولها إن قرار وزارة الدفاع بإلغاء الصفقة يستند إلى «اعتبارات سياسية». وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولي الشركتين تلقوا بلاغ الوزارة بصدمة كبيرة وتقدموا في أعقاب ذلك إلى مديرها العام، أودي شيني، بطلب التعويض على الخسائر التي ستحلق بهما جراء القرار المذكور. وتدّعي الشركتان أنهما استثمرتا مبالغ كبيرة في تطوير المنظومة بحيث تستجيب للحاجات العملانية لسلاح الجو التركي، ولذلك سيكون تصريفها لدى جهات أخرى صعباً ويحتاج إلى تعديلات. وأوضح مصدر أمني أن قرار وزارة الدفاع بفسخ العقد مع الأتراك يتعلق بالمنظومة المشار إليها فقط، ولا يسري على مجمل العلاقات الأمنية بين الجانبين، علماً أنه لم يتم توقيع أي صفقة جديدة بين الصناعات العسكرية والإسرائيلية وتركيا منذ نحو عام ونصف العام، وذلك على خلفية الأزمة في العلاقات بينهما. وأشارت مصادر أمنية إلى أن إسرائيل لا تزال تحترم العقود التي تم التوقيع عليها قبل تدهور العلاقات، وفي هذا الإطار تم العام الماضي استكمال مشروع لتطوير دبابات تابعة للجيش التركي، كما تم تزويد تركيا بطائرات من دون طيار خلال الأشهر الأخيرة تنفيذاً لعقد قديم.
إلى ذلك، أفاد موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي بأن سلاح الجو الإسرائيلي عاد أخيراً إلى تنسيق طلعاته الجوية فوق البحر المتوسط مع نظيره التركي منعاً لحدوث تداخل في مناطق التدريبات بين السلاحين. ونقل الموقع عن مصدر عسكري رفيع المستوى قوله إن التنسيق أسفر عن نتائج طيبة برغم الفتور الذي أظهره الجيش التركي أخيراً حيال إسرائيل. وفي السياق، قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن الملحق العسكري التركي حضر المناورة الجوية المشتركة بين سلاحي الجو الإسرائيلي والإيطالي التي نفّذت فوق صحراء النقب جنوب إسرائيل قبل أيام.