أُلغي الاجتماع الطارئ الذي كان من المقرّر أن يجمع أمس قادة الكتل السياسية العراقية غداة اليوم الدامي الذي شهد مقتل 72 شخصاً وجرح العشرات، بينما حذرت وكالات الاستخبارات الأميركية من أن تشهد بلاد الرافدين عنفاً طائفياً متزايداً بعد انسحاب قوات الاحتلال. وقال المستشار الإعلامي لرئيس البرلمان العراقي إيدن حلمي، إنّ «الاجتماع الذي كان من المقرر عقده اليوم (أمس) تأجل، ولم يحدد حتى الآن أي موعد جديد له بسبب فترة الإجازات المقبلة». وأوضح أن «أسباباً أمنية تقف وراء التأجيل؛ إذ إن أعضاء مجلس النواب تحدثوا عن صعوبة المجيء إلى بغداد من محافظات أخرى في ظل الظروف الأمنية الحالية». في المقابل، تحدث مصدر برلماني عن رواية أخرى تبرر الإلغاء، مفادها أن «التحالف الوطني» الحاكم بقيادة رئيس الحكومة نوري المالكي «اشترط أن تعلق قائمة العراقية مقاطعتها للبرلمان والحكومة حتى يشارك في جلسة اليوم (أمس)».

وذكر المصدر نفسه أن «عدم حضور أعضاء التحالف الوطني يُبطل الحاجة إلى عقد الاجتماع؛ لأن المشكلة الأساسية هي بين هذا التحالف وقائمة العراقية (82 نائباً من أصل 325)» بزعامة إياد علاوي. وتابع: «نحن متأكدون من أن التحالف الوطني لن يحضر (أمس)، لذا فإنه لن يكون هناك أي اجتماع».
وكانت رئاسة البرلمان قد أعلنت في بيان أنها قررت عقد اجتماع طارئ لقادة الكتل النيابية في مبنى مجلس النواب، بهدف «تدارك الوضع الأمني والسياسي والتنسيق مع السلطة التنفيذية لمعالجة التطورات الحاصلة»، في إشارة إلى مقتل 72 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات في 12 تفجيراً هزت العاصمة بغداد أول من أمس، إضافة إلى هجمات متفرقة في مناطق أخرى. وتمثل قضية اتهام نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي بقضايا إرهابية، أحد فصول هذه الأزمة السياسية المستجدة، وخصوصاً أن قائمة «العراقية» التي ينتمي الهاشمي إلى صفوفها القيادية، سبق أن أعلنت تعليق مشاركتها في جلسات البرلمان والحكومة (تسعة وزراء).
وقد حذر الهاشمي، في بيان أمس، من أن «استهداف مناطق محددة مؤشر خطير يكشف عن مخطط إرهابي يدفع باتجاه فتنة طائفية»، في إشارة إلى أن عدداً كبيراً من هجمات يوم الخميس استهدفت مناطق ذات غالبية شيعية. وفي تصريحات لمجلة «فورين بوليسي» الأميركية، اتهم الهاشمي، الموجود في إقليم كردستان حالياً، والذي تطالب الحكومة المركزية بتسليمه للقضاء، اتهم المالكي بأنه سيطر على المؤسسات الرئيسية في العراق ويتمتع في الوقت نفسه بدعم الولايات المتحدة وإيران. وقال إن «نوري المالكي، ويا للأسف، يقلد الكثير من سلوكيات صدام (حسين) ولا يأبه للعدالة». ولفت الهاشمي إلى أن «المالكي مصمم على إدارة البلاد بنحو عنيف وسيّئ، وليس هناك أدنى فرصة ليتوصل إلى حل الأزمة في المستقبل القريب».
في غضون ذلك، حذرت وكالات الاستخبارات الأميركية من أن «المكاسب» الأمنية التي تحققت في العراق، يمكن أن تتحول إلى عنف طائفي بعد انسحاب القوات الأميركية الذي اكتمل يوم الأحد الماضي.
وتعليقاً على تفجيرات يوم الخميس في بغداد، رأى رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي مايك روجرز، أن «ما يحدث يجب ألا يكون مفاجأة لأحد».
(أ ف ب، رويترز)