القاهرة ــ الأخبار وجّهت مصر الثورة، أمس، طلقة الغضب على انتهاك شرف فتياتها. وجهتها إلى صدر المجلس العسكري، الذي انتهك أعراضهم، وحشد، بمواجهة مليونية «حرائر مصر» في ميدان التحرير والمحافظات، عشرات الكومبارسات المؤيدين له في ميدان العباسية. مئات الآلاف من الثوار، احتشدوا في مليونية رد الشرف، وهتفوا: «يسقط حسني مبارك»، و«المحاكمة للعصابة الحاكمة»، و«الشعب يريد إسقاط المشير». رسالة الثوار الذين هتفوا «انزلوا من بيوتكم. طنطاوي عرى بناتكم»، وصلت. مسيرات نسائية وطلابية ونقابية وأزهرية وشعبية زحفت إلى ميدان التحرير، وميادين المحافظات، هاتفة حناجرها «يسقط حكم العسكر». الثوار الذين رفعوا أعلام مصر ولافتات تندد بجرائم المجلس العسكري بحق الفتيات المصريات، وبحق أهداف الثورة، أدوا صلاة الجنازة على أرواح الشهداء الذين سقطوا في الشهور الأخيرة، تلاها تأبين قبطي للشهداء، فيما كان مشهد الالتحام الأبرز من نصيب صلاة المغرب، التي كوّن خلالها ثوار أقباط حاجزاً بشرياً لتأمين صلاة المغرب التي أداها الآلاف في الميدان.
من بين عشرات المطالب التي رفعها المتظاهرون في ميدان التحرير تصدر مطلب تأليف مجلس رئاسي مدني كبديل لحكم العسكر. المتظاهرون حرروا بياناً حددوا فيه تأليف المجلس الرئاسي المؤلف من عبد المنعم أبو الفتوح وحسام عيسى وجورج إسحاق وحمدين صباحي، على أن يتسلم المجلس الرئاسي المدني السلطة من المجلس العسكري، وينضم إليهم رئيس مجلس الشعب بعد الانتهاء من الانتخابات البرلمانية، وجميع الأسماء المطروحة قابلة للنقاش، لكن رحيل المجلس العسكري هو الأمر الذي لا يقبل النقاش أو التعديل، بحسب المتظاهرين.
المسيرات التي زحفت إلى ميدان التحرير بدأت بعد صلاة الجمعة مباشرة. وقدّرت قناة «روسيا اليوم» عدد المتظاهرين بـ 500 ألف متظاهر في ميدان التحرير وحده، وفيما يبدو أنه إشارة إلى «الإخوان» وإسلاميين آخرين، رفع محتج لافتة كتب عليها «النكسة مش في 67 النكسة في ناس شايفة وساكتين». مسيرة نسائية كبيرة جابت كذلك شوارع وسط القاهرة، ودخلت إلى الميدان من شارع طلعت حرب.
المحافظات أيضاً أعلنت غضبها من السويس وبور سعيد والشرقية، حيث تجمّع المئات من شباب «6 إبريل» و«حزب الجبهة» وبعض القوى السياسية. أما في الاسكندرية، فتظاهر الآلاف عقب الصلاة عند مسجد القائد إبراهيم، ورددوا «إحنا بنات مصر الأحرار، مشقابلين الاعتذار»، و«سحل بنات مصر عار على رجال مصر». في المقابل، شارك مئات المؤيدين للمجلس العسكري في تظاهرة أمام قصر رأس التين، رفعوا خلالها لافتات تقول إحداها «لا بديل عن المجلس العسكري لإنقاذ الثورة ودوام الاستقرار».
في سياق معارك الصناديق الانتخابية في جولة الإعادة بالمرحلة الثانية من الانتخابات، وانتظاراً لنتائج القوائم المؤجلة، تمكن حزب «الحرية والعدالة»، الجناح السياسي لـ «الإخوان المسلمين» من الحصول على أغلبية المقاعد، بحصوله على 40 مقعداً في البرلمان، من أصل 49 مرشحاً إخوانياً. أما حزب النور السلفي، فقد حصد فقط 9 مقاعد من إجمالي 63 مقعداً كان ينافس مرشحوه عليها، فيما كانت خسارة السلفيين الكبرى في محافظة الشرقية، حيث لم يحصل فيها الحزب على أي مقعد، رغم أن مراقبين كانوا يتوقعون انتصار السلفيين، حيث ذهبت جميع مقاعدها لحزب «الحرية والعدالة». في المقابل لم تحقق «الكتلة المصرية» نجاحاً في المرحلة الثانية، يوازي حتى ما حققته في المرحلة الأولى، حيث تتوقع مصادر من داخل غرفتها الانتخابية أن تحصل فقط على 7 مقاعد على الأكثر.