رام الله | سجّل مسؤولون فلسطينيون، في اليومين الماضيين، تصريحات لافتة وغير مسبوقة، تفيد بأنّ سحب الاعتراف من إسرائيل سيكون أحد الخيارات للردّ على سياسات تل أبيب المعرقلة لعملية السلام، فيما واصل الإسرائيليون تهديداتهم للسلطة الفلسطينية على خلفية تقدم المصالحة الفلسطينية بهدف نسف مشروع حكومة الوحدة الوطنية المزمع تأليفها أواخر الشهر المقبل. وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، لإذاعة «صوت فلسطين» الرسمية إن «سحب الاعتراف سيكون أحد الخيارات في نهاية المطاف في حال استنفاد كل التحركات الممكنة».
وأشارت عشراوي إلى أن «أولى الخطوات للرد على المشاريع العنصرية الإسرائيلية وآخرها اعتبار القدس عاصمة للشعب اليهودي، إضافة إلى التصعيد الاستيطاني، هو التحرك على أعلى المستويات لملاحقة إسرائيل قانونياً وقضائياً، مع وجوب العمل وفق خطة تدعم صمود المقدسيين بالتحرك عربياً ودولياً على المستوى القانوني لملاحقة إسرائيل قضائياً لخرقها المتواصل لكل الاتفاقيات والقوانين الدولية، واستمرارها بالمخططات التهويدية إضافة إلى تفعيل المقاومة الشعبية». وكان القيادي البارز في اللجنة المركزية لحركة «فتح»، محمد اشتيه، قد سبق عشراوي بالتلويح بإلغاء اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل إن لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق سلام. وقال إنه «في حال عدم توصل الفلسطينيين والإسرائيليين إلى تسوية القضايا العالقة بينهم، فإن الفلسطينيين قد يلجأون إلى إلغاء الاتفاقيات المبرمة بين منظمة التحرير وإسرائيل بما فيها الاعتراف بالدولة العبرية»، مشيراً إلى أن الاعتراف بإسرائيل «لم يكن اعترافاً متوازناً». وتابع اشتيه قائلاً إن «منظمة التحرير اعترفت بإسرائيل في عام 1993، من الناحية الجغرافية، لكن الأخيرة لم تعترف بفلسطين من الناحية الجغرافية، بل كمؤسسة، واعترفت بمنظمة التحرير فقط. الآن نطالب باعتراف متبادل».
وأطلق اشتيه تصريحات نارية بقوله إنه «إذا كان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مصرّاً على أنه ليس هناك فرق بين مستوطنة أبو غنيم، التي يسميها الإسرائيليون «حار حوما»، وتل أبيب، فإن الفلسطينيين لا يفرّقون بين رام الله ويافا». تصريحات اشتيه، وهو أحد المفاوضين الفلسطينيين مع إسرائيل، هي الأولى من نوعها لمسؤول رفيع المستوى في السلطة الفلسطينية من حيث إنه يتحدث فيها عن احتمال إلغاء اتفاقيات أوسلو. من جهة ثانية، أفادت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية بأن قيادات في منظمة التحرير وحركة «فتح» انتقدوا بنحو غير علني موافقة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، على إدخال حركة «حماس» في منظمة التحرير.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول فتحاوي قوله إن «ما لا يقل عن 3 من كبار قادة الحركة في رام الله أعربوا عن تحفظاتهم الكبيرة على قرار ضم حركة حماس إلى منظمة التحرير الفلسطينية». وبحسب الصحيفة، فإن معارضي هذه الخطوة قلقون من أن تحل «حماس» محل «فتح» وتصبح المهيمنة داخل المنظمة. وقال مسؤول فتحاوي إن «عباس يمهد الطريق أمام حماس والجهاد الإسلامي للسيطرة، لا على منظمة التحرير فحسب، بل على الضفة الغربية بأكملها أيضاً». وفي السياق، أعرب عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، محمود الزهار، عن اعتقاده بأن حركته ستحقق فوزاً ساحقاً في الضفة الغربية خلال الانتخابات التشريعية المرتقب تنظيمها في أيار المقبل، مع تحقيق نتائج أفضل في قطاع غزة مما حققته في 2006.
وعلى الجبهة الإسرائيلية، تواصل التهديد والوعيد تعبيراً عن غضب حكام دولة الاحتلال إزاء تقدم عملية المصالحة الفلسطينية. وكان كلام نتنياهو خير معبِّر عن القلق الإسرائيلي، إذ أشار إلى أنه «إذا انضمت حماس إلى الحكومة الفلسطينية، فإن إسرائيل لن تدخل في أي مفاوضات مع السلطة الفلسطينية». وأضاف: «لن نسمح لدولة فلسطينية بأن تتحول الى غزة ولبنان». وشدد على أنّ «على أي حكومة فلسطينية مقبلة أن تعترف بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي، وهذا شرط مسبق غير قابل للتفاوض عليه قبل أي عملية مفاوضات». تصريحات تكمّل مواقف مماثلة أطلقها وزير خارجيته المتطرف أفيغدور ليبرمان، قال فيها إن عباس ليس شريكاً للسلام؛ «إذ إنه عانق المخرِّبة آمنة منى وعشرة قتلة فلسطينيين أُفرج عنهم أخيراً». وأضاف أن «إسرائيل تريد سلاماً حقيقياً وحدوداً يمكن حمايتها». وجدد وصفه الفلسطينيين بأنهم عائق أمام السلام، مذكّراً بأن إسرائيل أخلت 21 مستوطنة من قطاع غزة وأجلت 10 آلاف شخص منها (في 2005)، «وتلقّت في المقابل إرهاباً وصواريخ وقذائف». وفي السياق، كشف وزير الشؤون الاستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية، موشيه يعلون، أنّ إسرائيل أقنعت الولايات المتحدة بأنه لا يمكن حل الصراع مع الفلسطينيين خلال عام أو اثنين، ومن الأفضل العمل على إدارة هذا الصراع لا البحث عن حل له. ونقلت صحيفة «جيروزالم بوست» عن يعلون قوله، خلال اجتماع حزبي إن «الولايات المتحدة ودولاً غربية ارتكبت أخطاءً من خلال اتباع سياسة الاسترضاء والرعاية القائمة على السذاجة والشعور بالذنب والصدقية السياسية». وأضاف: «لن نذهب للوقوع مرة أخرى في مصيدة مثل اتفاق (أوسلو)، ولن يحصل الفلسطينيون على شيء من دون مقابل».



دبلوماسية «حمساوية»

الجولة الأولى لهنية منذ 2007



بدأ رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، إسماعيل هنية، أول من أمس، جولته العربية الأولى له منذ 2007، حين سيطرت حركة «حماس» على قطاع غزة. وتشمل الزيارة مصر وتونس والسودان وقطر والبحرين وتركيا. وأجرى هنية أمس مباحثات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة. وقال مدير مركز الدراسات الفلسطينية، إبراهيم الدراوي، إن «الرجلين ناقشا التطورات في مدينة القدس المحتلة، في ظل استمرار الاستيطان وانعكاساته على مستقبل السلام، بالإضافة إلى إعادة إعمار قطاع غزة، ورفع الحصار عن القطاع». وكان هنية قد التقى مدير الاستخبارات المصري، اللواء مراد موافي، وبحث معه الانعكاسات الإيجابية للمصالحة الفلسطينية على الشعب الفلسطيني عموماً. وقال مصدر مصري رفيع المستوى إنّ «هنية واللواء موافي ركزا على ضرورة التزام جميع الأطراف بنود المصالحة الوطنية الفلسطينية»، مشيراً إلى أن «هنية عبَّر عن تقديره للاستخبارات المصرية لإنجازها المصالحة ولإتمام صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين».
(يو بي آي)



محمود الزهار: «حماس» ستحقق فوزاً ساحقاً في الضفة بالانتخابات التشريعية في أيار وأفضل من انتخابات 2006



موشيه يعلون: إسرائيل أقنعت واشنطن بأنّ من الأفضل العمل على إدارة الصراع مع الفلسطينيين بدل حله



نتنياهو: لن نسمح لدولة فلسطينية بأن تتحول إلى غزة ولبنان، وعلى أي حكومة فلسطينية أن تعترف بإسرائيل دولة لليهود