لا تزال المنطقة الشرقية في السعودية تعيش توترات متقلبة بسبب الاحتجاجات والاشتباكات المتقطعة، بينما نالت الرياض شحنة معنوية مصدرها بريطاني، مع إعلان وزير الدفاع فيليب هاموند، أمس، أن سلاح الجوّ السعودي قادر على أن يكون «قوة ضاربة تغيّر ميزان القوى في المنطقة»، من خلال تصنيع طائرات من الجيل الخامس. وقال هاموند لصحيفة «الوطن» السعودية إنّ «سلاح الجوّ السعودي مؤهل لأن يكون أهم قوة ضاربة في المنطقة، ستكون قادرة على تغيير ميزان القوى الإقليمية بنحو كبير».
وأشار إلى أن «عدداً من الشركات السعودية الكبرى تفاوض للحصول على فرصة المشاركة في تصنيع الدفعة الثانية من طائرات يوروفايتر (تايفون) المكوّنة من 48 طائرة مقاتلة من نوع تي 3 (أي الجيل الخامس)». وأوضح هاموند أن «اعتماد القوات الجوية الملكية السعودية على طائرة يوروفايتر تايفون لتكون جزءاً مهماً في قوتها، إنما ينطلق من التزام الشركة المنفذة والجودة العالية المتفوّقة لهذه الطائرة القتالية الحديثة». وأضاف أنّ «اتجاه القوات الجوّية السعودية لتطوير قدراتها سيغيّر ميزان القوى الإقليمية بنحو كبير لتكون أهم قوة ضاربة في المنطقة». وأجرى هاموند زيارة للرياض قبل أسبوعين، وسبق له أن التقى وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز. من جهة ثانية، رأت كبيرة المحللين في وكالة «فيتش»، ماريا مالص، أن السعودية مستقرة سياسياً واقتصادياً، وتوقعت زيادة في نموّها الاقتصادي في عام 2012، رغم الأحداث التي تعصف بالمنطقة وأزمة منطقة اليورو. وقالت مالص لصحيفة «الاقتصادية» السعودية «يوجد في السعودية احتياطي هائل من النفط الذي يضمن إيرادات موثوقة من العملات الأجنبية، ولديها فائض في الميزانية، والدَّين العام منخفض للغاية، وتمتلك برنامجاً حكومياً إصلاحياً ونظاماً مصرفياً قوياً». وتابعت أنه «مع ارتفاع أسعار النفط، قامت المملكة بحزمة من الإصلاحات المالية والاجتماعية وفي قطاع الإسكان»، متوقعة «زيادة النمو الاقتصادي للمملكة في العام المقبل خصوصاً». من جهة أخرى، قالت مالص إنَّه «لا يُتوقع أن تتأثّر المملكة بالربيع العربي لتمتّعها بالاستقرارين السياسي والاقتصادي، فتلك العوامل كافية ومطمئنة، لذلك تحتفظ السعودية بتقييم الوكالة (أي أي)، وهو تقييم جيد وقابل للارتفاع».
ورغم المؤشرات الإيجابية التي ساقتها مالص، فإن التطورات على الأرض لا تعكس هذه الأجواء، لا سيما في المنطقة الشرقية. فقد أفادت شبكة «راصد» الإخبارية، نقلاً عن مصادر مطّلعة، أنه «سُمع دوي أعيرة نارية بعد قيام عشرات السيارات الأمنية بدهم أحد المنازل لأسباب غير معروفة». وقالت المصادر إن موقع الدهم شهد تجمعاً للأهالي الذين رشقوا عناصر الأمن بالحجارة. وأشارت إلى أنه «أُصيب خلال إطلاق النار ثلاثة شبان، ونقلوا على الفور إلى المستشفى لتلقّي العلاج». والشبان المصابون هم عباس المزرع، محمد الربح وزكريا العريف الذي أُصيب برصاصة في البطن، بحسب الشبكة المذكورة.
في المقابل، أفرجت السلطات السعودية مساء أول من أمس عن سبعة مواطنين من المذهب الشيعي اعتقلوا خلال تظاهرات شهدتها منطقة القطيف قبل فترة. وقال مصدر حقوقي إنه جرى«الإفراج عن كل من زيد الزاهر وأحمد مشرف آل عبد الله وهاشم الحمزة وحسين اليوسف وعبد الله الفرج وسعيد موسى سليس ويوسف الربح، من سجن الدمام العام».
وكانت السلطات قد احتجزت نحو 385 شخصاً في الأشهر الماضية، عادت لتطلق في ما بعد سراح معظمهم. وبحسب المصادر الحقوقية، فإن السلطات لا تزال تحتجز 60 شخصاً، لا سيما رجل الدين الشيعي الشيخ توفيق العامر والكتّاب نذير الماجد وزكريا صفوان وعلي الدبيسي، إضافة إلى الناشط الحقوقي فاضل المناسف.
(الأخبار)