القاهرة ــ الأخبار بعد شهرين من توقف جلسات المحاكمة، يستأنف رئيس محكمة جنايات القاهرة المستشار أحمد رفعت، عند التاسعة من صباح اليوم، جلسات محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه علاء وجمال، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و‏6‏ من كبار مساعديه في قضية قتل المتظاهرين في موقعة الجمل الشهيرة، وتصدير الغاز الى إسرائيل وإهدار أموال الشعب. واللافت في جلسة اليوم التي يتوقع أن تكون آخر جلسات محاكمة مبارك في العام الجاري، أنها ستكون بعيدة عن الكاميرات التلفزيونية بخلاف ما كانت عليه الجلسات الأولى من هذه المحاكمة.

وسيحدِّد رفعت جلسة سرية لسماع شهادة رئيس أركان الجيش، الفريق سامي عنان، فيما سيتقدم فريق الدفاع عن المدعين بالحق المدني، والمتهمين، بطلباتهم إلى المحكمة. من جهتها، ذكرت عضو هيئة الدفاع عن المدعين بالحق المدني، المحامية روضة أحمد، أن المحكمة لن تتمكن اليوم من الاستماع لشهادات باقي الأطباء المعالِجين للضحايا الذين استشهدوا أو أصيبوا في الأحداث الأولى للثورة، وقالت «لن نتقدم بطلبات جديدة لهيئة المحكمة إلا بعد الانتهاء من سماع باقي الشهود. بعدها، تستقبل المحكمة الطلبات والمذكرات، وتبدأ المرافعات». وتوقّعت المحامية أحمد صدور حكم قريب في القضية، على قاعدة أن «القاضي يعرف أنّ سير القضية تعطّل كثيراً، وغالبيتنا كانت ضد طلب الرد». وفي الشارع المصري، طالب نشطاء ينتمون لروابط مشجعي أندية كرة القدم المعروفين بـ«الألتراس»، إضافة إلى نشطاء مستقلين يخيمون في ميدان التحرير، بتقييد مبارك من يديه وقدميه بالسلاسل الحديدية في سريره داخل القفص «أسوة بالمعاملة المهينة التي تعرض لها المتهمون الأبرياء في أحداث مجلس الوزراء وشارعي الشيخ ريحان وقصر العيني، حيث قامت الشرطة العسكرية وعناصر الداخلية بتقييد المصابين في أحداث مجلس الوزراء من أقدامهم وأيديهم في أسرّة المستشفيات». وتابعت هذه القوى أنّ «المصابين تم تقييدهم رغم أن بعضهم تكسّرت أيديهم وأرجلهم»، مشيرة الى أن «بعضهم مات في تحقيقات النيابة». ورغم أنّ جلسة اليوم إجرائية، وينتظر أن تكون قصيرة، فإن قوات الجيش، والشرطة العسكرية وكافة الأجهزة الأمنية فرضت إجراءات مشددة على مداخل ومخارج أكاديمية الشرطة في التجمع الخامس، وفقاً لمصادر قالت إن صحة مبارك الذي يرقد حالياً في مستشفى أكاديمية الشرطة مؤقتاً، «مطمئنة جداً».
وبانتظار نقله إلى المركز الطبي العالمي، كشفت المعلومات أن الرئيس السابق يتنقّل داخل جناحه في المركز الطبي بنحو طبيعي جداً، وقد استقبل مع زوجته سوزان، خلال اليومين الماضيين، عدداً من المقربين، من بينهم طباخه الخاص أثناء تولّيه الرئاسة. ووفقاً لمصادر قريبة من هيئة دفاع وزير الداخلية الأسبق المتهم حبيب العادلي، فإن المحامي بالنقض عصام البطاوي، مسؤول هيئة الدفاع عن العادلي، سيتقدم بطلب إلى المحكمة لاستدعاء كل من قائد الشرطة العسكرية اللواء حمدي بدين، ومدير جهاز الاستخبارات العامة اللواء مراد موافي، وقائد الحرس الجمهوري اللواء نجيب عبد السلام، ورئيس هيئة الأمن القومي مصطفى عبد النبي، لسماع شهاداتهم بصفتهم شهود نفي في قضية قتل المتظاهرين.
وفي السياق، تسود حالة من الغضب والاستياء بين أوساط هيئة الدفاع عن أسر الشهداء، وهي تجتمع اليوم، بعد الجلسة، لترتيب خطوات قانونية وجمع أدلة جديدة في القضية، وفقاً لعضو هيئة الدفاع عن المدعين بالحق المدني طاهر أبو النصر، الذي قال إن عدداً من أعضاء الهيئة اجتمع في نقابة المحامين، وأصدر بياناً طالب فيه نقيب المحامين سامح عاشور باتخاذ موقف حاسم من وفد المحامين الكويتيين الذين لم يأخذوا موافقة نقابة المحامين على الدفاع عن الرئيس المخلوع.
ميدانياً، احتضن شارع التحرير الذي يبدأ من مبنى مجلس الدولة، ويمر بكوبري قصر النيل، وصولاً إلى ميدان التحرير، مسيرة أمس بلغ تعدادها ثلاثة آلاف متظاهر ومتظاهرة هتفوا ضد المجلس العسكري. وكانت أوساط حقوقية وسياسية قد رحّبت بصدور حكم محكمة القضاء الإداري الذي قضى بوقف تنفيذ قرار المجلس العسكري بإخضاع 18 فتاة إلى اختبارات كشف العذرية، تم احتجازهن في تظاهرات وقعت في آذار الماضي في ميدان التحرير.