مرّت مراسم إحياء ذكرى عاشوراء بأقل الأضرار الممكنة، في اليومين الماضيين، وسط أجواء احتفالية عاشها قادة العراق المحتل لمناسبة رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلادهم بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وأعلنت السلطات العراقية إحباط مخطط كبير لتنظيم «القاعدة» كان يهدف إلى ضرب زوار عاشوراء الذين حرسهم 28 ألف عنصر أمن، ونحو سبعة آلاف عنصر احتياط، في عملية استباقية اعتقل خلالها نحو ثمانين مشتبهاً فيهم، وصودرت كميات كبيرة من الأسلحة.وقال قائد عمليات الفرات الأوسط الفريق عثمان الغانمي، في كربلاء، إن «قوات الجيش، بناءً على معلومات استخبارية، تمكّنت من اعتقال ثمانين مشتبهاً فيه خلال مداهمة 14 خلية إرهابية في شمال بابل وكربلاء». واقتصرت الخسائر في الأرواح على مقتل شخصين وإصابة 10 آخرين بانفجارات متفرقة استهدفت مواكب العزاء العاشورائية ومجالسها.
سياسيّاً، عبّر الرئيس جلال الطالباني عن ارتياحه وسعادته للقرار الدولي برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على العراق. وقال، في بيان، إنّ «هذا القرار هو اعتراف صريح من المجتمع الدولي بما أنجزه شعبنا خلال السنوات السبع الماضية على طريق إزالة آثار التركة الثقيلة التي خلّفها نظام الاستبداد». وعبّر عن شكره للأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون، وعن الامتنان لكل الدول الأعضاء في مجلس الأمن التي صوّتت لمصلحة القرار وساهمت في تمهيد الأجواء لاتخاذه. ونوّه «بالجهود التي بذلتها واشنطن في هذا المجال».
بدوره، وصف رئيس الوزراء العراقي المكلف نوري المالكي القرار الدولي بأنه «الحدّ الفاصل بين عهدين: عهد الدكتاتورية والعهد الاتحادي الديموقراطي».
أما نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن، فقد ناقش مع رئيس حكومة كردستان مسعود البرزاني، تطورات تأليف الحكومة.
على صعيد آخر، اتّهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر جماعة «عصائب أهل الحق»، المنشقّة عن تياره، بمحاولة «إسقاطه» أمام أنصاره، إثر تصريحهم بأنه يفاوضهم لترك السلاح والاعتراف بالعملية السياسية. وقال الصدر، في بيان، «كأني بهم يريدون أحد الأمرين: الأول أنهم يريدون إسقاطي أمام المحبين وأمام المجتمع العراقي بهذه الأكاذيب بعدما أرادوا شراءكم بأموال الخارج وسلاح الباطل، أو أنهم يريدون الانخراط بالعملية السياسية التي كانوا ولا يزالون يعشقونها».
(يو بي آي، أ ف ب)