بعد مرور أسبوعين على اختفاء جمال خاشقجي بعد دخوله مقرّ القنصلية السعودية في اسطنبول، تعتزم السلطات التركية دخول القنصلية مساء اليوم لتفتيشها، بحسب مصادر دبلوماسية أوضحت أن عملية التفتيش المشترك ستجري «في إطار مجموعة العمل» التركية - السعودية، التي اجتمعت، للمرة الأولى، اليوم، في مديرية أمن إسطنبول.في الإطار ذاته، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول سعودي قوله إن الملك سلمان «أمر النائب بفتح تحقيق داخليّ في مسألة خاشقجي بناءً على المعلومات من الفريق المشترك في اسطنبول».
يأتي ذلك في وقتٍ تزداد فيه الضغوط الغربيّة على الرياض، لمعرفة ملابسات ما حدث في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر. وبعد يوم على حفلة التضامن مع السعودية، جدّدت بريطانيا، عبر الناطق باسم رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، مطالبتها بـ«رد كامل وتفصيليّ» على تساؤلاتها بشأن اختفاء خاشقجي، فيما قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، إن الاتحاد يتوقّع من السلطات السعودية إجراء تحقيق شامل، وتعاوناً كاملاً مع السلطات التركية في القضية، بالإضافة إلى «الالتزام بالشفافية والوضوح في تفسير ما حدث (الاختفاء)».


المقاطعة تتسع
انضمّت شركَتا «جي بي مورغان تشيس» و«فورد» الأميركيّتان إلى مقاطعي مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» الذي يعقد في الرياض خلال الشهر الحالي، وذلك بعدما أعلن مسؤولون تنفيذيون من شركات في قطاعات الإعلام والتكنولوجيا والمال، خلال الأيام القليلة الماضية، مقاطعة المؤتمر على خلفية قضية خاشقجي.
وبحسب شبكة «سي أن بي سي» التلفزيونية الأميركية، فإنّ الرئيس التنفيذي لمصرف «جي بي مورغان» جيمس ديمون، ورئيس مجموعة «فورد» بيل فورد، عَدَلا عن المشاركة في المؤتمر بسبب اختفاء الصحافي السعودي. وبذلك تنضمّ هاتان الشخصيتان الكبيرتان في مجال المال والأعمال إلى لائحة تطول يوماً بعد يوم، وتضمّ رجال أعمال ومؤسّسات قرّروا مقاطعة مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» لعام 2018 المزمَع عقده من 23 ولغاية 25 الجاري في الرياض. وقد يؤدّي الإلغاء إلى زيادة الضغط على شركات أميركية أخرى مثل «غولدمان ساكس» و«ماستر كارد» و«بنك أوف أميركا» لإعادة النظر في خططها لحضور المؤتمر.
وكانت وكالة «بلومبرغ» وصحيفتا «فايننشال تايمز» و«نيويورك تايمز» قررت الانسحاب من مهمّة رعاية المؤتمر وسط التساؤلات عن مصير خاشقجي، وقد انسحبت شبكتا «سي ان ان»، و«سي ان بي سي».
كذلك فإنّ الرئيس التنفيذي لشركة «أوبر»، دارا خوسروشاهي، لن يشارك في المؤتمر، بينما أعلن رجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون، مؤسّس مجموعة «فيرجين»، أنّه علّق اتصالات ترتبط بمشاريع سياحية في منطقة البحر الأحمر في السعودية.
في هذا الإطار، دعا وزير خارجية البحرين إلى مقاطعة شركة «أوبر»، وكتب خالد بن أحمد آل خليفة تغريدتين في «تويتر» تتضمنان وسوماً تدعو إلى مقاطعة «أوبر» في البحرين والسعودية، بالإضافة إلى وسم أشمل يقول فيه لمتابعيه «#من_يقاطع_السعودية_نقاطعه».
وحثّ رجل الأعمال الإماراتي البارز، خلف أحمد الحبتور، على مقاطعة الشركات التي انسحبت من المؤتمر مثل «أوبر» و«فيرجين». وقال في تغريدة: «الآن حان الوقت لكي تثبت دول مجلس التعاون الخليجي ولاءها بمقاطعة فيرجين وأوبر وكل الشركات التي انسحبت من السعودية... معاً نستطيع أن نثبت وحدتنا وأنه لا يمكن ترهيبنا».

الريال السعودي يتراجع
تراجع الريال السعودي أمام الدولار الأميركي، في المعاملات الفورية، اليوم، إلى أدنى مستوى في 15 شهراً، إذ بلغ سعر صرف الدولار في التعاملات 3.7514 ريال، مقارنة مع متوسط 3.75 ريال سابقاً، وهو أضعف مستوى له منذ حزيران/ يونيو 2017، بحسب ما أظهرت بيانات «رفينيتيف»، حيث تواجه المملكة ضغوطاً بسبب قضية خاشقجي.
كذلك، صعدت أسعار النفط الخام في بداية تعاملات الأسبوع، اليوم، مدفوعةً بتزايد التوترات على خلفية قضية خاشقجي، ما أثار مخاوف بشأن الإمدادات.
وارتفع خام القياس العالمي مزيج «برنت» 1.01 دولار أو 1.26 في المئة، إلى 81.44 دولار للبرميل، وبذلك يكون في طريقه إلى تحقيق أكبر مكسب يومي منذ التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر. وقفزت العقود الآجلة للخام الأميركي 80 سنتاً أو 1.12 في المئة إلى 72.14 دولار للبرميل، لتواصل مكاسب يوم الجمعة بعد خسائر فادحة يومي الأربعاء والخميس.

أدوات تنظيف؟
نشرت وكالة «الأناضول» صوراً تبيّن إدخال العاملين في القنصلية السعودية في إسطنبول كميات كبيرة من مستلزمات التنظيف إلى الممثليّة الدبلوماسية، كانوا يحملونها على عربة يدوية خلال ساعات الظهيرة.

(الأناضول)