نقلت وسائل إعلام تركية، اليوم، عن الرئيس رجب طيب أردوغان، قوله إن التسجيلات المتعلّقة بمقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي «مروّعة» وإنها أصابت ضابطاً في الاستخبارات السعودية بـ«الصدمة» لدى الاستماع إليها. أثناء عودته من باريس، أبلغ أردوغان الصحافيين على متن طائرته، بأنّه بحث مقتل خاشقجي مع زعماء الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا خلال العشاء الذي عُقد لمناسبة الذكرى المئوية لنهاية الحرب العالمية الأولى. وقال أردوغان إنه شرح لهؤلاء الزعماء موقف تركيا بخصوص خاشقجي والتي أوضحها في مقال سابق له في صحيفة «واشنطن بوست»، مؤكداً أن الجريمة معدّة مسبقاً، وأن أمرَ القتل جاء من السلطات العليا في السعودية. وأضاف: «قمنا بتشغيل التسجيلات المتعلّقة بهذا القتل إلى كل من أرادها منّا. لم تخفِ استخباراتنا أيّ شيء. قمنا بتشغيلها لكلّ من أرادها بما في ذلك السعوديون والولايات المتحدة وفرنسا وكندا وألمانيا».
في هذا السياق، قال أردوغان إنّه من الواضح أن القتل كان مدبّراً وأنّ الأمر صدر من أعلى مستوى للسلطات السعودية، لكنّه كرّر أن لا علاقة للملك سلمان بن عبد العزيز بما جرى، وقال إنّه يكنّ له «احتراماً لا حدود له». وأضاف: «يقول ولي العهد (محمد بن سلمان): سأوضح الأمر وسأفعل ما هو ضروري. ونحن ننتظر بفارغ الصبر»، مجدّداً التأكيد على أنّه لا بد من الكشف عمَّن أصدر الأمر بالقتل، مشيراً إلى أن بلاده ستتعقّب موضوع قتل خاشقجي على المستوى الدولي.
وعن مصير جثة الصحافي السعودي، صرح أردوغان بأنه لا يعرف ما إذا تمّ تقطيع جثة القتيل وتهريبها إلى خارج تركيا، وقال: «نطالب بإجابات عن مصير جثمان خاشقجي وبالكشف عن مكان دفنه إن تم ذلك».

حُقن وأجهزة إنعاش ومقصّات
في هذا الوقت، نشرت صحيفة «صباح» التركية القريبة من السلطات الحكومية، اليوم، صوراً تكشف، بحسب قولها، محتوى الحقائب التي كانت بحوزة فريق الاغتيال الموفد من السعودية لقتل خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، وأظهرت حقناً وأجهزة إنعاش ومقصّات.
وأفادت الصحيفة بأنه «تم تحميل الأمتعة التي كان يحملها الفريق في طائرتين، أقلعت الأولى إلى الرياض في الساعة 15,20 بتوقيت غرينيتش تماماً، والثانية في الساعة 19,46 بتوقيت غرينيتش بتاريخ الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي». واحتوت الحقائب على عشرة هواتف وخمسة أجهزة لاسلكية وأجهزة اتصال داخلي وحقنتين وجهازي إنعاش وجهاز تشويش ودبّاسات أو كباسات كبيرة ومقصّات.
ونشرت الصحيفة الصور الملتقطة بالأشعة السينية، بعدما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، نقلاً عن مصادر مطّلعة على التسجيل المرتبط بعملية قتل خاشقجي، أن ماهر المطرب، وهو رجل أمن رافق الأمير محمد بن سلمان مراراً خلال سفراته، «قال عبر هاتف القنصلية لأحد الأشخاص أبلغ رئيسك بأن العملية تمّت». وقال عناصر في الاستخبارات التركية لمسؤولين أميركيين إنهم يعتقدون أن المطرب كان يتحدث إلى أحد معاوني ابن سلمان، وفق ما ذكرت الصحيفة الأميركية.
يُذكر أن صحيفة «صباح» قد أشارت أول من أمس إلى أن المنفّذين تخلّصوا من جثته عبر رميها في أنابيب شبكة الصرف الصحي بعد تذويبها بمادة الأسيد.

الاقتصاد السعودي يتعافى
في سياق متصل، قال مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، جهاد أزعور، إنّ الصندوق لن يغيّر توقّعاته بتعافي الاقتصاد السعودي، نظراً لحالة الغضب بشأن مقتل خاشقجي. وقال أزعور: «ما قد يكون له تأثير هو الكيفيّة التي ستتحرّك بها أسعار النفط في المستقبل، وعدد محدّد من المؤشرات الأخرى مثل وتيرة الضبط المالي والإصلاحات التي ستنفذها السلطات السعودية مستقبلاً».
صندوق النقد الدولي ذكر في تقرير أصدره اليوم أن اقتصاد منطقة الخليج بشكل عام سيعاود النمو في 2018 بعدما انكمش في بعض دولها، لكنّه يبقى عرضة للتأثر بتقلّبات أسعار النفط. وقال الصندوق إنّ ارتفاع أسعار النفط بعد الانخفاض الكبير الذي شهدته حتى عام 2016، سيسمح للاقتصاد الخليجي بتحقيق نمو بنسبة 2,4 في المئة هذا العام، و3 في المئة في 2019، بعدما كان انكمش بـ0,4 في المئة في 2017.