قدّمت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أمس، شكوى إلى القضاء الأرجنتيني ضد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي سيتواجد في بيونس آيرس نهاية الأسبوع الحالي، للمشاركة في قمة مجموعة الدول الـ20. وهي شكوى تقضي بملاحقة الأخير في قضيّتي الصحافي السعودي المقتول، جمال خاشقجي، والعدوان المستمر على اليمن.المنظمة الحقوقية قالت، في بيان، إن السلطات القضائية الأرجنتينية «بدأت النظر في شكوى بشأن الدور المفترض لولي العهد محمد بن سلمان بشأن جرائم حرب محتملة ارتكبها التحالف بقيادة السعودية في اليمن، وحالات تعذيب على أيدي مسؤولين سعوديين». وطلبت المنظمة، أيضاً، من القضاء الأرجنتيني إجراء تحقيق بشأن «احتمال تواطؤ» ولي العهد في جريمة قتل خاشقجي في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
وفي الإطار عينه، نقلت وكالة «رويترز» عن مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «رايتس ووتش»، سارة ليا ويتسون، قولها: «قدمنا هذه المعلومات لممثلي الادعاء في الأرجنتين، على أمل أن يحققوا في تورط ومسؤولية محمد بن سلمان عن جرائم الحرب المحتملة في اليمن، وكذلك تعذيب المدنيين، وبينهم الصحافي جمال خاشقجي».
بما أن الدستور الأرجنتيني يقرّ الولاية القضائية العالمية في جرائم الحرب والتعذيب، طالبت «رايتش ووتش» الأرجنتين باستغلال هذا البند الدستوري للتحقيق في دور ولي العهد السعودي في الملفين المذكورين. إذ إن البلاد بإمكانها أن تقاضي أي شخص متّهم بارتكاب مثل هذه الجرائم، بغض النظر عن جنسيته أو مكان ارتكاب الجريمة.
ولأن جولة ابن سلمان العربية ستنتهي يوم الجمعة، بمشاركته في قمة مجموعة العشرين في بوينس آيرس، رأى المدير التنفيذي للمنظمة، كينيث روث، أن حضور الأول «يمكن أن يجعل المحاكم الأرجنتينية وسيلة لإنصاف ضحايا الانتهاكات من غير القادرين على التماس العدالة في اليمن أو المملكة العربية السعودية».
من جانبٍ آخر، ذكرت صحيفة «كلارين» الأرجنتينية أن القاضي آرييل ليغو، وجّه النيابة العامة لتحديد ما إذا كان من الممكن توجيه اتهام لولي العهد بالقتل في الأرجنتين. ويأتي ذلك في حين أفادت صحف محلية أخرى بأنه يُفترض بالمدعي العام راميرو غونزاليز اتخاذ قرار بشأن فتح تحقيق.



جاويش أوغلو: لا مانع من لقاء أردوغان وبن سلمان

بالتزامن، كشف وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن ابن سلمان طلب من الرئيس، رجب طيب أردوغان، لقاءه في بوينس آيرس على هامش قمة الـ20.
وفي تصريح لصحيفة «زود دويتشي تسايتونغ» الألمانية، قال جاويش أوغلو إن ولي العهد السعودي «طلب في اتصال هاتفي مع الرئيس التركي لقاءه في العاصمة الأرجنتينية على هامش القمة المقررة يومي 30 تشرين الثانين/نوفمبر الحالي و1 كانون الأول/ديسمبر المقبل». ولفت إلى أن الرئيس أردوغان لم يجب بوضوح، قائلاً: «سنرى»، مكرراً ما كان قد صرح به يوم الجمعة بأنه لا يوجد ما يدعو تركيا في الوقت الحالي لعدم مقابلة ولي العهد السعودي.
هذا التطور يأتي بعدما ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن ابن سلمان ناقش، في اتصاله الهاتفي مع أردوغان، الخطوات اللازمة لتسليط الضوء على قضية جمال خاشقجي «بجهودٍ مشتركة»، فيما ذكرت وكالة «الأناضول» أن الاتصال الهاتفي جاء بناءً على طلب من الجانب السعودي.