دعّم وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أمس، المسار الذي خطّته إدارة الرئيس دونالد ترامب في التعامل مع قضية الصحافي السعودي المقتول جمال خاشقجي، والقائم على تقديم «المصالح الاستراتيجية» على أي اعتبار آخر، ومساعدة المملكة على الخروج من مأزقها. في هذا الإطار، كرّر بومبيو، عقب لقائه المسؤولين السعوديين في الرياض، محاولة بلاده إضفاء نوع من الصدقية على التحقيق الذي بدأته السلطات في مقتل الصحافي جمال خاشقجي في إسطنبول، لافتاً إلى أن «الملك وولي العهد يقرّان بضرورة المحاسبة، وقد أشارا إلى العملية الجارية (في هذا الإطار) وكرّرا التزامهما بها». وأشار بومبيو إلى أن «توقعاتنا واضحة للغاية: الالتزام المستمر بمواصلة ملاحقة كل هؤلاء المرتبطين» بمقتل خاشقجي، معتبراً أن السعوديين لم يتخلّوا عن ذلك الهدف «منذ المرة الأولى التي أجرينا فيها محادثات» في الموضوع، مشدداً على أن «علاقات الولايات المتحدة هي مع المملكة العربية السعودية، إنها شريكتنا التي نتقاسم معها مصالح استراتيجية».
أعلن بومبيو أنه بحث في الرياض قضايا الناشطات المعتقلات

وتأتي تصريحات الوزير الأميركي هذه لتعزّز مؤشرات تكثّفت خلال الفترة القصيرة الماضية، وصبّت جميعها في اتجاه التمهيد لإقفال ملف خاشقجي، خصوصاً أن الضغوط التركية على الرياض تراجعت إلى حد كبير. لكن ذلك لا ينفي أن الولايات المتحدة ستواصل عملها على إعادة تأهيل سلطات ابن سلمان، التي ألحقت بها حادثة القنصلية السعودية في إسطنبول ضرراً كبيراً لا تزال تجلّياته ماثلة إلى الآن. وفي السياق المتقدم، أعلن بومبيو أنه بحث مع المسؤولين السعوديين «قضايا حقوق الإنسان والناشطات المعتقلات لدى السلطات»، قائلاً: «(إنني) كنت واضحاً وصريحاً جداً بشأن الأشياء التي لا تشعر أميركا بالرضا عنها، والتي لا يحقق الأصدقاء توقعاتنا في شأنها».
وفي ما يتصل بالأزمة المندلعة مع قطر منذ حزيران/ يونيو 2017، أشار وزير الخارجية الأميركي إلى «(أننا) تحدثنا عن كيفية معالجة الخلاف الخليجي... أعتقد أنهم يرغبون في ذلك أيضاً. إنها مسألة تعتمد على توصلنا جميعاً إلى طريقة لفعل ذلك معاً»، مستدركاً بأن «الأساس أن تتوصل هذه الدول إلى طريقة لإصلاح الأمر». وكان بومبيو قد شدد، أول من أمس، من الدوحة، على «أهمية الوحدة بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي»، لافتاً إلى أن «الرئيس ترامب وأنا نعتقد أن الخلاف دام وقتاً طويلاً جداً»، معتبراً «(أننا) جميعاً أقوى عندما نعمل سوياً في مواجهة التحدّيات المشتركة في المنطقة وحول العالم، وعلى رأسها إيران»، التي تسعى الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف إقليمي مضاد لها.