واصلت السعودية، أمس، محاولة التعبئة ضد إيران، خلال قمة «منظمة المؤتمر الإسلامي»، فيما اتهمتها طهران بزرع الانقسامات في المنطقة، بعد بيانين ضد الجمهورية الإسلامية صدرا ليل أمس عن قمتين عربية وخليجية عقدتا في مكة.واتّهمت وزارة الخارجية الإيرانية السعودية، بـ«إثارة الخلافات» في الشرق الأوسط خدمة لمصالح إسرائيل، إذ قال المتحدث باسم الوزارة عباس موسوي، إن السعودية «تواصل السير بنهج خاطئ في مسار إثارة الخلافات بين الدول الإسلامية، وفي المنطقة، وهو ما يروم إليه الكيان الصهيوني». وأضاف: «إننا نعتبر محاولات السعودية لتعبئة أصوات الدول الجارة والعربية، بأنها تأتي استمراراً لمسيرة عقيمة تمضي فيه أميركا والكيان الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية». موسوي أشار إلى أن «السعودية استغلت فرصة شهر رمضان المبارك ومكة المكرمة كمكان مقدس لأغراض سياسية وأداة لتوجيه اتهامات على لسان بعض المشاركين في الاجتماع ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
وكانت قد انعقدت، ليل الخميس الجمعة، قمّة طارئة لدول «مجلس التعاون الخليجي» في مكة، تلتها قمة طارئة لدول الجامعة العربيّة، بناءً على دعوة من الرياض التي تحاول إظهار تأييد لها في التصعيد الأخير مع إيران، مستفيدة من الهجمة الأميركية الأخيرة والضغوط التي تمارسها واشنطن على طهران. وأمس، استمرّت السعودية بسياسة التحشيد التي تتبعها، مستفيدة من الظرف الدبلوماسي، فاستضافت في مكّة القمة الـ14 لمنظّمة «التعاون الإسلامي» التي تضمّ 57 دولة، بينها إيران، من دون أن يكون هناك مشاركة إيرانية.
وبالإشارة إلى البيان الختامي الذي صدر بعد اجتماع قادة الدول العربية، فقد ندّد هؤلاء بـ«سلوك الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة»، الذي «يهدد الأمن والاستقرار في الإقليم تهديداً مباشراً وخطيراً»، وبتدخّل إيران في الشؤون الداخلية للدول. وأكدوا «تضامن الدول العربية وتكاتفها في وجه التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية»، مطالبين «المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لمواجهة إيران وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة والوقوف بكل حزم وقوة ضد أي محاولات إيرانية لتهديد أمن الطاقة وحرية وسلامة المنشآت البحرية في الخليج العربي والممرات المائية الأخرى». وأدانوا «الأعمال التي قامت بها الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران من العبور بالطائرات المسيرة على محطتين لضخ النفط داخل المملكة العربية السعودية وما قامت به من أعمال تخريبية طاولت السفن التجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة».
اعترض العراق على بيان القمة العربية فيما رفضت سوريا ما ورد فيه


إلا أن العراق اعترض على بيان القمة العربية. وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، خلال تلاوة البيان الختامي: «في حين أن العراق يعيد تأكيد استنكاره لأي عمل من شأنه استهداف أمن المملكة وأمن أشقائنا في الخليج»، يسجل «اعتراضه على البيان الختامي في صياغته الحالية». وكان الرئيس العراقي برهم صالح، قد حذر خلال القمة من اندلاع حرب شاملة في المنطقة في ظل استمرار الأزمة مع إيران.
كذلك، أكدت سوريا رفضها ما ورد في البيان، معتبرة أن البيان يمثّل بعينه تدخلاً غير مقبول في شؤونها الداخلية. وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين إن «الجمهورية العربية السورية تؤكد أن الوجود الإيراني في سوريا مشروع لأنه جاء بطلب من الحكومة السورية، وساهم بدعم جهود سوريا في مكافحة الإرهاب المدعوم من قبل بعض المجتمعين في هذه القمة». وأكد المصدر أنه «كان حرياً بهذه القمة إدانة تدخلات الدول الأخرى في الشأن السوري التي تفتقر إلى الشرعية والمشروعية، وكانت ولا تزال تهدف إلى تقديم الدعم اللامحدود بمختلف أشكاله إلى المجموعات الإرهابية وإطالة أمد الأزمة في سوريا».
أما القمة الخليجية، التي شاركت فيها قطر، على الرغم من النزاع بينها وبين السعودية، فقد أعلنت تأييدها «للاستراتيجية الأميركية تجاه إيران». وأكدت «تعزيز التعاون الخليجي الأميركي المشترك في إطار الشراكة الاستراتيجية القائمة بين مجلس التعاون والولايات المتحدة الأميركية».
كذلك، شدّد المجتمعون على ضرورة أن توقف إيران «دعم الميليشيات والتنظيمات الإرهابية وتمويلها وتسليحها»، داعين «النظام الإيراني إلى التحلي بالحكمة والابتعاد عن الأعمال العدائية وزعزعة الأمن والاستقرار». وطالبوا «المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بالمحافظة على الأمن والسلم الدوليين، وأن يقوم باتخاذ إجراءات حازمة تجاه النظام الإيراني، وخطوات أكثر فاعلية وجدية لمنع حصول إيران على قدرات نووية، ووضع قيود أكثر صرامة على برنامج إيران للصواريخ البالستية».
(رويترز، أ ف ب)