على رغم كونها ملحقاً، لا أكثر، بركب التطبيع، لم ترتضِ البحرين، في مسار توثيق علاقتها مع العدو، بأقلّ ممّا نالته «شقيقتها» الإمارات. لذا، وبحسب ما ذكر موقع «واللا» العبري، فإن زيارة وفد إسرائيلي للمنامة أتت بناءً على طلب من الأخيرة، «التي تريد شروطاً متساوية للعلاقة مع إسرائيل، لتكون مثلها مثل الإمارات». على أن الاتفاقية التي وُقّعت أمس بينها وبين كيان الاحتلال ليست «اتفاق سلام» كالذي عُقد مع الإمارات، بل «إعلان نوايا»؛ إذ إن «المعارضة الشعبية في البحرين للتطبيع هي التي تتسبّب الآن في تبريد الإجراءات. فعلى سبيل المثال، بعد وقت قصير من الإعلان عن الاتفاق، تصدّر وسم بحرينيون ضدّ التطبيع موقع تويتر»، بحسب ما نقلت المراسلة السياسية لصحيفة «هآرتس»، نوعا لنداو، عن سياسيين إسرائيليين. كذلك، ذكر مسؤولون إسرائيليون أنه «بخلاف الإمارات، لم يكن للطرفين وقت كافٍ للعمل على اتفاق رسمي كامل قبل الزيارة». وشكّك أحد هؤلاء، في حديث إلى «هآرتس»، في إمكانية أن تُوقّع تل أبيب والمنامة «اتفاق سلام»، قائلاً: «لا أعرف إن كان سيُوقّع لاحقاً اتفاق سلام رسمي».
منوتشين: سيظهر أن هذا الاتفاق أكبر تأثيراً من الاتفاق مع مصر

ويصف المسؤولون في الخارجية الإسرائيلية الوثائق التي وُقّع عليها أمس بأنها «إعلان مشترك لإقامة علاقات دبلوماسية وسلام»، استمراراً «لإعلان النوايا» الذي وُقّع في واشنطن. ويشمل المستند، بحسب «هآرتس»، إعلانات عامة عن «عدم قتال متبادل»، ودفع «القيم المشتركة»، والمجالات التي من المتوقع أن تُوقَّع اتفاقيّات تعاون فيها، مثل الطيران والتجارة والطاقة والعلم والصحّة وغيرها. وقلّل مسؤول سياسي إسرائيلي من أهمّية تلك الاتفاقيات، موضحاً أنه «لا أثر قانونياً لها مثل اتفاقية سلام رسمية، ولذلك لن تُقدّم إلى الأمم المتحدة مثل اتفاق السلام مع الإمارات»، مستدركاً بأنه «سيكون اتفاق سلام فعلياً لكلّ شيء، وبعد التوقيع عليه ستكون هناك علاقات دبلوماسية كاملة بين الدولتين». وأضاف أن تبادل فتح السفارات وتنظيم الطيران وإصدار تأشيرات الدخول للإسرائيليّين سيجري «بسرعة كبيرة جداً، خلال أسابيع». وحضر حفلَ التوقيع في المنامة، أمس، وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، فيما غاب مستشار الرئيس وصهره، جاريد كوشنر، ما يشير إلى أن إدارة دونالد ترامب ترى في البحرين تحصيل حاصل. لكن، وعلى رغم اعتقاد الإسرائيليين أنفسهم بأن الاتفاق ليس ذي أهمّية، إلا أن منوتشين رأى فيه ما هو أهمّ من الاتفاق بين إسرائيل ومصر. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن منوتشين قوله إنه «بعد 20 عاماً، سينظرون إلى هذا الاتفاق على أنه أكثر تأثيراً بكثير على الشرق الأوسط من الاتفاق مع مصر، اقتصادياً وأمنياً». وكان وصل إلى المنامة وفد إسرائيلي ترأّسه رئيس «مجلس الأمن القومي»، مئير بن شبات، على متن طائرة تجارية انطلقت من تل أبيب وحطّت في المنامة بعدما عَبَرت الأجواء السعودية، في أول رحلة من نوعها بين الدولتين. وبعد هبوط طائرته، ألقى بن شبات خطاباً باللغة العربية، قال فيه إن «إسرائيل تسعى لتحقيق سلام حقيقي مع شعب البحرين»، مضيفاً أنه «معاً سنُغيّر واقع المنطقة لصالح دولنا». وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أجرى رئيس الموساد، يوسي كوهين، محادثات مع مسؤولَين (أمني واستخباري) كبيرين في البحرين.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا