اقتنص محمد بن سلمان فرصة انشغال العالم بالحرب الروسية على أوكرانيا، لينفّذ المجزرة الثالثة في عهد أبيه، في ما مثّل انقلاباً على كلّ ما يفترضه منطق العودة إلى الاندماج في المحافل الدولية، وتعبيد طريق العرش باسترضاء المكوّنات كافة، وتهيئة الأجواء الملائمة لاستكمال الحوار مع إيران. هكذا، يتقدّم "اللامتوقّع" و"اللامنطقي" و"اللامعقول" في سياسة ابن سلمان، الذي يبدو أنه لا يفعل سوى التحرّر من "القسمة" مع سلاسة محمد بن عبد الوهاب وأتباعه، والاستحواذ على المسؤولية القانونية والجنائية وحتى الأيديولوجية. وفيما يلتزم العالم الغربي الصمت إزاء المذبحة الجديدة، في ظلّ تعطّشه إلى النفط بعدما انقلب عليه سحر العقوبات ضدّ روسيا، يستشعر ولي العهد السعودي فائض قوّة ناجماً عن فائض البترودولار يمكّنه من إعدام عشرات الأشخاص في يوم واحد، من دون أن يرفّ له جفن، على رغم ما يكتنفه ذلك أيضاً من فائض خوف، متأتٍّ من ارتفاع خطر القلاقل الداخلية، لاسيما في ظلّ كثرة أعداء الرجل، وسلسلة الأزمات المتورّط فيها على امتداد الإقليم